زوايا

العيدُ أمي

 

العيدُ أمي

بقلم/ حصة بنت عبدالعزيز

لن أقولَ اليوم عيدْ
فالعيدُ أمي
ذلك الوجهُ المنيرِ
به إشراقُ صباحي
وبه العشقُ تهادى
عند نظراتِ الحنانِ
شغفٌ ليس يداويهِ اللقاءْ

كلُّ صبحٍ ومساءْ
طابَ في أمي الغناءْ
فلها حبِّي وحرفي
فهي في دربي الضياءْ
عطرُها العابقُ
ذكرى في دمي
أمطرتْ في جدبِ
أيامي النقاءْ

وسريرُ الأمِ
جناتِ النعيم
فيهِ إغراءِ الحكايةْ
قبل أن أغمضَ عيني
كي أنامَ
حضنُها الدافئ نبضي
وأمانيها الندية
ذكرياتُ العمرِ
إشراقُ البدايةْ
ومن الأمِ يكون الابتداءْ

أمسكتْ كفِّي
لإعلانِ الوداعِ
يا لها من لحظاتْ
لم تقل شيئًا
ولكن كلمتني النظراتْ
ودعتني
بعدما أوصتني
أن أرعى حبيبًا
حتى لا يغرقُ
في موجِ الحياةْ
وبهذا جسدتْ
معنى الوفاءْ

طفلكِ أمي
لم يكبرْ
ولم يحيا بدنيا
ليس فيها أنتِ
يا نبع َ الصفاءْ
بعدكِ غادر َ
لم يرضَ البقاءْ

أمي قد كانت سناءْ
نجمةٌ للخيرِ
في قلبِ السماءْ
خشعتْ أنفاسُها لله
عاشتْ في حياةٍ
من صلاةٍ ودعاءْ

غادرتْ دربَ الحياةْ
ودعتْ أيامها
لم تجدْ في عمرِها
أحلامَها
فترعرعتُ أنا في مرِّها
مرضتْ أمي
لأُنفى العمر
من أحضانِها
بعد أن كانت ملاذي
وغرامي
ليتني كنتُ
لكِ أمي الدواءْ

يوم ودعتكِ أمي
ونأى عني نهاري
وكساني الحزنُ
معنى ألمي
سالَ دمعي
فوقَ أسوار وقاري
وتنحى قلمي
كيف لي أكتبُ
بعد الآن أمي؟
ماتتْ الأعيادُ
في قلبي
وماتَ اللحنُ
في دربِ الغناء.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى