الدور المناط بنا
الدور المناط بنا
بقلم
الكاتب /علي محمد الشهري
مما لا شك فيه لمن يرى بعين المستقرئ ، أننا دخلنا فعلياً في مرحلة جديدة وأخذنا منعطفاً ليس باليسير تخطيه أو المرور من خلاله ، وأنه قد أصبح لزاماً علينا تحمل
العواقب التي من شأنها أن تحدث كنتيجة طبيعية ومحتمة لهذا الدخول الغير محسوب العواقب من قبل العامة ، وخاصة الذين يعصف بهم هاشتاق تويتري وتهبط بهم تغريدة .
التحزب والانتماءات والتخندق القبلي والعنصري والطائفي والمناطقي وغيرها الكثير ، كلها عن بكرتها قد شربناها وارتوينا من ماءها وخدرها حتى الثمالة ، ولم يعد هناك سوى أن نحمل البندقية ونستل السيف ونقاتل ولكن ضد من ؟! وفي أي اتجاه ؟!
هل جماعة الإخوان الذين يعيشون بيننا وربما أحدهم أحد والدينا أو إخوتنا ، خاصة أننا ندرك بدون أي مجال للشك بأنهم ليسوا بمميزين بلبس معين أو شكل معين ، ويصعب معرفتهم أو تحديد انتماءهم ؟!
أم من نقول بلبراليتهم وعلمنتهم والتي يشتركون تماما مع الطرف الأول في عدم تمكننا من اكتشافهم أو تحديد انتماءهم ، هذا بخلاف أن جميعهم موجودون بيننا في المسجد والسوق والمقهى والمنتزه ؟!
أم أهل التشيع والنحل الذين يبادلوننا السلام بمثله والأمان بمثله ، ولم يضرونا بشيء على طول الأعوام المنصرمة ، والذي بعضنا قد زاملهم وصادقهم وجاورهم وأكل من صحنهم وشرب من قدحهم ؟!
اللعبة يا إخوتي شيطانية وأكبر من أن تدركها عقولنا البريئة التي تربت على السلام والجمال والحب ، وعاشت أمداً ليس بالقصير في نعمة تبدأ بالأمن والأمان ولم تنتهي للحظة من فضل الله علينا ..
السمع والطاعة لولي الأمر مرتكز ومن يخالفه يشذ ، ومن يشذ فعليه تحمل العاقبة ، عندها سيكون هناك من سيهتم به وبما جاء به ، وسيعالج بأنجع علاج .
العاصفة أصبحت جامحة والتحزب الدولي قد بدأ فعلاً وأعتقد أنه لم يعد هناك منه مهرب ، ومن لا يرى ذلك فهو أعمى ومعدوم النظر ، ودورنا كأفراد قد حان ووجب ولن ننتظر إلى أن يسلب منا أماننا وتقطع أطرافنا و تبقر بطوننا .
المسجد له دور ويجب ألا يغفل أهل العلم والعقل والعقيدة دوره بما يخدم وحدتنا وحبنا لأوطاننا وأرضنا وديننا القويم .
المنابر الإعلامية لها دور لا يقل أهمية عن المسجد .
وكل مسؤول كبر أو قل دوره وعليه أمانة ويجب أن يؤديها .
الجامعات و الوزارات والمعاهد وغيرها كلها عليها أمانة ودور يجب أن تؤديه .
ما تبقى سوى التضرع لله سبحانه بأن يكفينا شر الفتن وأهلها ، وأن يحفظ لنا أرضنا وعرضنا وأين يقينا شر أنفسنا إنه على ذلك قدير وبالإجابة قدير .