المقالاتشريط الاخبار

الألعاب النارية: قنابل موقوتة!

بقلم الكاتبة/ وسيلة الحلبي

تعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا أسوة بباقي المجتمعات، رغم التحذيرات الصحية والاجتماعية والرسمية والشعبية من خطورة هذه الألعاب فان بيعها ما زال منتشرا بلا رقيب أو حسيب حيث يقوم بائعوها بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فيها خاصة مع الاحتفالات بالأفراح والمناسبات العامة وبالأعياد المباركة.

تعريف المفرقعات:

هي المواد المتفجرة التي تستخدم لأغراض الترفيه والتسلية، وهي عبارة عن عبوات محكمة بغلاف من الاوراق الكرتونية والبلاستيكية ومعبأة بمواد متفجرة واطئة مثل (البارود والسيليلون ) وهي بألوان واحجام واشكال مختلفة فمنها الدائرية ومنها المثلثة والاسطوانية وينبعث منها شرر ناري واصوات مدوية .

وباتت هذه المواد تشكل خطراً ليس على مستخدميها فقط بل كذلك على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها لما تسببه أحيانا من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقته، كما تحدث أضرار في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق إضافة إلى التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين. ان المفرقعات والألعاب النارية تشكل خطورة كبيرة على المجتمع، حيث أنها من الممكن أن تتسبب في اندلاع الحرائق وإصابة مستخدميها بإصابات بالغة. كذلك على أولياء الأمور التعاون مع الشرطة وذلك بمراقبة ومنع أطفالهم من استخدام هذه الألعاب الخطرة ومنعهم من شرائها، وإبلاغ أقرب مركز للشرطة عن أية محلات تقوم بعرضها أو بيعها ليتم اتخاذ الإجراءات حيالها.

كما أن استخدام الألعاب النارية أصبحت عادة سلوكية سيئة عند بعض الأطفال تلحق الأذى بالآخرين وتعكر جو حياتهم مما يقوض راحة الناس وسكينتهم ويثير الرعب والفوضى في الشوارع والأسواق وخاصة في الأماكن المزدحمة، كما تؤدي إلى ترهيب الأطفال النائمون الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات التي تسبب لهم الهلع والخوف والانزعاج وبالتالي تترك أثارا نفسية عليهم.

وللمفرقعات أنواع عديد فمنها المضيئة والصوتية والدخانية والمشتعلة. وللمفرقعات آثارها وأضرارها، وتنقسم إلى عدة أقسام هي:

الجسدية: مثل التعرض للإصابة التي قد تطول الأعين والأصابع والأيدي، وهم جزء مهم وحساس في جسم الإنسان، عدا الحروق والجروح وغيرها.

المادية: هي أيضا مضيعة للمال فيما لا يفيد، بدلا من شراء اشياء أخرى أفضل وأوفر.

الصحية: من آثارها استنشاق السموم التي تصدر منها، وهو أمر مضر بالصحة، وكذلك إصابة العين حيث تصاب بحروق بالجفن والملتحمة وتمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو انفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين. اضافة الى إضاعة الوقت فيما لا ينفع بدلا من الانشغال بما يجلب المعرفة والتعلم والاستفادة والضرر الذي قد تحدثه هذه المفرقعات للأذن وللسمع بسبب الضجيج. كما تعتبر الألعاب النارية من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجار الألعاب النارية إذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة. كما أن المفرقعات تثير القلق بين الجيران خاصة عند إصابة بعض الأبناء، كما أنها تعوّد على اللامبالاة بالقانون والعادات الأصيلة والاستهتار بمشاعر الآخرين.

تبذير مالي:

إن استهلاك ألاف الأطنان من الألعاب النارية والمفرقعات في المناسبات وبدون مناسبات وترويجها المتواصل في الأسواق يؤدي إلى استهلاك وتبذير كميات كبيرة من دخل الأسر التي تعاني أصلا من ضائقة مالية بالإضافة إلى ضعاف النفوس من التجار الذين همهم الأول تحصيل الربح والحصول على الأموال دون أدنى اهتمام بالأضرار التي قد تخلفها هذه المفرقعات النارية سواء على مستوى الصحة أو البيئة أو المجتمع او على صعيد الاقتصاد الوطني. ولكي نقضي على هذه الظاهرة لابد من التكاتف والتآزر فيما بيننا. فالمسؤولية هي مسؤولية الجميع ولا تقع فقط على أولياء الأمور. لنضع أيدينا معا ونعمل على التخلص من هذه العادة السيئة التي تسبب الدمار والهلاك، ونحمي أنفسنا والآخرين من خطر المفرقعات وسمومها. ولا بد للشرطة من اتخاذ إجراءات رادعة وصارمة للقضاء على هذه الظاهرة وذلك من خلال تنفيذ القوانين ومعاقبة الأشخاص أو أصحاب المحال التجارية التي تقوم ببيع وترويج الألعاب النارية وكذلك مصادرة الكميات الموجودة في الأسواق وإتلافها وتقديم أصحابها للقضاء لينالوا جزائهم سواء بالسجن أو بفرض غرامات مالية باهظة عليهم.

وعلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة أن تقوم بتوعية المجتمع بمخاطر وسلبيات استخدام الألعاب النارية وخاصة من خلال برامج التلفاز الذي يجب ان يكثف بين كل فقرة وأخرى مادة إرشادية عن مخاطر وعواقب استخدام هذه الألعاب، وعقد اللقاءات مع ذوي العلاقة لتوعية المواطن بذلك.

  • عضو الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب
  • عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين

 

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى