زوايا

المدُّ

المدُّ

الشاعر/ عبدالرحمن سابي
ينحسرُ ابتداءً
عندما تتجردُ الأوهامُ
من طغيانِها
وينوءُ حِملُ العارفين
بربِهم
حين انشطارِ
الخوفِ واللاخوفِ
في لقيا
تجذّرُ خطوَهم
نحوَ السماء
……. 
المدُّ
ظلُ الأرضِ
إحساسُ الرياحِ
بعجزِها
والمدُّ
أن نسعى
بعكسِ الريحِ
نفترشُ الظنونَ
على احتمالاتِ 
الغناءِ
وعند منتصفِ اليقينِ
لمن تعرّتْ 
فوقَ ما احتملتْ
وباعت حظها
للعابرين
………
المدُّّ 
لا تتغيرُ الأشياءُ
في زمنٍ بناه الشكُ
لا يُلقي لسوءتِه 
اكتراث
المدُّ 
يختصرُ المسافةَ
للحُفاةِ
يضيءُ
ما تركتْ خُطاهم
في الدروبِ
من البكاء
والمدُّ 
يفتحُ للفراشِ
ضياءَهُ
فيمرَّ
ما احترقتْ يداهُ
وما تناثرَ 
في الهواء
……. 
المدُّ
أن تُجنى الحدائقُ
مترعاتٍ
بعد أن غنى بها الأطفالُ
واستبقوا على حظٍ 
وماء
….. 
ما كانَ في الشطِ الغريقِ 
زجاجةٌ
ألقى بها الموتى
وخانتها أكف الراحلين
مع السفين
كان الفضاءُ
يرصُ أحلامًا
يرتبُ أولوياتِ
الصعودِ إلى السماءِ
وحقيبةُ الحسناءِ
ترفلُ
في عطورِ أميرةٍ
عبرتْ مساحاتِ الغروبِ
وخلّفتْ فرحًا
تقاسمَ ظلَهُ
الغافون 
في وجعِ السنينِ
وكُربةِ الفقرٍ الصغيرِ
مع الرعاةِ
………
المدُّ
بعضُ الخوفِ
خوفُ البعضِ
أزمنةٌ تجيءُ
ولم نُفتِقْ 
ما تلاهُ العازفون كمانَهم
والجائعون
يا مدُّ
(( رفقٍا بالسفين وأهلٍهِ ))
يا مدُّ
يبتسمون في الربع الأخيرِ
من النهارِ
وينثرون غناءَهم
لا لونَ يحملُهُ
سوى أن البياضَ بروحِهم
والأمنيات
قصدوكَ 
بعضُ سلالهِم شوقٌ
وبعضُ جيوبهِم جوعٌ
وبينَ كفوفِهِم 
يعدو النقاء
………….
فرّح بهِم من شئتَ
وارتشفِ الشذى
قاموا إليكَ الليلَ مثنى
واستقاموا 
كالترانيمِ التي
يأتي بها ( سيمون )
في الثلثِ الأخيرِ
من الغناء 
وضعوا الثيابَ من الظهيرةِ
باحثين عن الرجاءِ
وأوغلوا في الشدوِ
مبتسمين 
يقتسمون
أسئلةَ الرغيفِ
وبُرَّ من سبقوهمو
(( مددٌ 
مدد ))

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى