المقالاتشريط الاخبار

 لنجعل “الحصة الأولى “مفتاحا لدخول قلوب الطلاب والطالبات

  • بقلم / الكاتبة وسيلة الحلبي

يحمل العام الدراسي الجديد في طياته العديد من الأماني والآمال التي سيبنى عليها المستقبل القادم، البعض يرى أن الإجازة مرت بسرعة كبيرة رغم أنها أطول إجازة مدرسية.  والبعض الآخر يرى أنها كانت طويلة لدرجة الشعور بالملل، البعض أحب العودة للدراسة والبعض تمنى أن تطول الاجازة قليلا ولكن لا مجال للأماني الآن سوى التفكير في المستقبل.

فالعودة إلى المدرسة فرحة للبعض وكآبة للبعض الآخر، فرحة للذين شعروا بطول الإجازة وشعروا بالملل وهم في الأصل متفوقون يتطلعون لمستقبل مليء بالأحلام يعشقون الدراسة والعلم، والبعض الآخر الدراسة بالنسبة لهم نهاية العطلة واللعب والسهر.

 وفي اليوم الأول.. وتحديدا في “الحصة الأولى ” نتطلع أن يكون تأثيرها رائعا على الطلبة والطالبات المستجدين أو المتابعين.

لا شك أن المعلمون والمعلمات يعتبرون أن حصة الدرس هي مملكة خاصة بهم يمارسون فيها صلاحياتهم مع الطلاب والطالبات. وفي هذه المملكة العديد من الاتجاهات والمواهب والقدرات وواجب المعلم والمعلمة رعاية كل ذلك بطريقة حديثة وميسرة ومحببة. “فالحصة الأولى” لها تأثير كبير في نفوس الطلاب والطالبات وعلى تفوقهم الدراسي وحبهم للمدرسة أو العكس تماما.  وستكون أساسا لكل شيء في حياة الطالب المستجد بالذات وقد تكون خطوات وسلوكيات المعلم الأولى مؤثرة بشكل قوي في نفس الطالب وتتطلب خطوات المعلمين أن أن يكونوا مبتسمي الوجه ويبدأون بتعريف الطلبة بأسمائهم وسبب حبهم للمادة التي سيدرسونها لهم، ثم يتعرفون على أسماء طلابهم بكل هدوء ليشعر الطالب بالأمن والأمان والراحة النفسية خاصة إذا كان طالبا مستجدا. فاللقاء الأول بين المعلم والطالب له تأثير كبير على المسيرة التعليمية طوال العام فما أجدرنا أن نكون أهلا لذلك. وعلى المعلم أن يراعي الفروق الفردية ويربي العقول وينسج المشاعر والأحاسيس بل ويولد الآمال المستقبلية ويؤصل في الشعور وفي اللا شعور كل ما يحقق الخير للإنسانية جمعاء.

فالعملية التعليمية تجمع بين شقين فهي تخضع لمهارة الاكتساب العلمي ثم الموهبة التي يتميز بها من يعشق هذا العمل العظيم. إنها موهبة التمايز في كل المعاملات الإنسانية من عطاء وصبر وإخاء وألفة وتفان وحب للخير والقدوة الحسنة، إنها عمل عبادي عظيم يحقق التصور الصحيح لمعنى خلافة الله في أرضه.

 وهذا ما يفرق شخصين في هذه العملية التي تقف على قمة الأعمال الشريفة التي يؤديها بنو البشر. وإدارة “الحصة الأولى “في الفصل تتطلب حركة متوقدة وواعية تحول العملية التعليمية إلى متعة حقيقية وتحقق الاستفادة المرجوة لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات ، ولا بد أن يكون  المعلم قدوة  في إدارة الفصل ليكون ناجحا وأن يتمتع بالحماس والإيجابية وروح الدعابة وأن ينوع قدر المستطاع في طرق وأساليب التعليم والتعلم للمحافظة على أقصى حالات الانتباه والدافعية لدى طلابه .ولتجنب تسرب الملل إليهم عن طريق تغيير الوسائل الحسية وذلك باستخدام طرق متعددة للتواصل من الكلام إلى الوسائل والإرشادات بحيث يوظف الطلاب عيونهم إضافة إلى آذانهم .

كما يجب التأكيد على تحقيق الصحة النفسية للطلاب والطالبات بمنحهم الشعور بالأمان من خلال علاقة الود والتعاون بينهم وبين معلميهم ومشاركتهم بالأنشطة الصفية بغية خلق إحساس بالانتماء والشعور الجماعي وهذا يعني بذل الجهد لجعل الجو في الفصل مرحا ومساعدا على العمل التعاوني بعيدا عن الانفعال والذاتية في معالجة المشكلات النظامية في الفصل الذي يخل بالنظام.

أيها المعلمون والمعلمات

 ” لنجعل من الحصة الأولى مفتاحا لدخول قلوب الطلاب والطالبات ”  

  • معلمة سابقة
  • عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
  • عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى