المقالات

سماح الرفاعي : ضياء في مرآة سوداء

بقلم سماح الرفاعي

ضياء في مرآة سوداء

مثل خيوط الشمس تتسلل داخل حياتنا تلك المواقف والحقائق أو الأحداث، التي نخشى ونخاف أن نواجهها أو نقف أمامها فتهزمنا، نحتار ولا ندري ـ مهماكان حجم المواجهةـ أنحن الضعفاء؟ أم المواجهة أقوى؟! . وفي انتظرنا لهذا اليوم نشعر تارةً أن دقات الساعة ثقيلة وهادئة تشبه ليالي الشتاء الباردة، وتارةً أخرى تجري العقارب بسرعة فلا نستطيع الإمساك بها،تسيطر علينا رغبات مختلفة نرغب أن ينتهي هذا الوقت والانتظار لترتاح أعصابنا ونهدأ، لا نهتم إن كُنا سنهزم أم نكن نحنُ الأقوياء وفي نفس اللحظة شعور الخوف يشتت تفكيرنا كثيرًا، يجعلنا نخشى أن تُفقدنا هذه المواجهة شيئًا نحبه ومهما صغُر حجمه قد يكون في نظرنا كبيرًا وقتها، فنشعر شعور المغامر الذي يُقامر بكل ما يملك في سبيل الفوز والوقوف بثبات أمام كل شيء . لكن فلنقف بُرهةً بعد شرح كل هذه المشاعر المتضاربة التي تساروها كثيرٌ من الهموم والتشتت، وتفكرنا لمدة بسيطة من الزمن في أمر واحد هو إدراكنا أننا سنواجه كل ما نخاف بدون اختيار ، نجد أن مخاوفنا قد أصحبت مرآة سوداء نخشى النظر إليها فنغمض أعيوننا ثم نفتحها مرةً أخرى لنرى ضياء يخرج من هذه المرآة يُدعى المواجهة التي اخترقت السواد، نشعر بالندم لإضاعتنا الوقت في التفكير والقلق وكان من الممكن أن نستغله بأن نسعد أنفسنا ونسعد غيرنا، وبعد أن تمضي المواجهة نرى حجم وأهمية ما واجهنا بدقة وبدون مبالغة ونستوعب أنه أمر ومضى ولن يرجع لأنه قد أمسى ذكرى، وبعض الأحيان نضحك على أنفسنا عندما نتذكر أننا أعطيناهاـ المواجهةـ أكثر مما تستحق. هكذا هي الحياة تنام لتصحو وتواجه هذا العالم المليء بالوجوه تجد مئات الأمور ورغم ذلك تواجهها لأنك لست مُخير ولكن هنالك وقت مناسب ليبدأ الاختبار وتظهر النتيجة ومهما كانت ـ فوز أو خسارةـ فلقد أكسبتك درسًا جديدًا لتضيفه في دفتر خبراتك.
(واجه اليوم ولا تفكر فيما واجهت بالأمس فقد ذهب وغدًا لا ندري ماذا سنواجه المهم أن نكون مستعدين بتفاؤل فالضياء ينير السواد)

مبادروة ملتزمون

‫6 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى