المجتمع

ابراهيم ال رشه : الخُطوط السعودية تًحتًضٍــر

 

الخُطوط السعودية تًحتًضٍــر .. الكاتب : ابراهيم ال رشه

عند الساعه 1.55 صباحا أقلعت رحلتي ذات الرقم 1690 المتوجهة من مطار أبها إلى مطار الرياض وبعد الإقلاع بحوالي النصف ساعه تقريباً إذ ا بمُضيف على متن الطائرة يبحث عن علاج للربو وكانت ملامحه تدعو (للقلق) وكنت معه في كل سؤال يسأله للركاب وأخيراً وجد مع أحد الركاب ضالته .
ومن باب الفضول أردت أن أعرف ماالمشكلة وما أن عرفتها وبحكم طبيعة عملي أحببت أن أشارك حيث كانت الحالة عبارة عن طفله صغيرة تعاني من ضيق في التنفس وقد يكون الرذاذ الخاص بحالات ضيق التنفس ستفي بالغرض على الأقل حتى الوصول للمحطة القادمة
وما هي إلا دقائق معدودة حتى عاود المضيف يطلب المساعدة مرة أخرى والبحث عن حلول لتخليص تلك الطفلة وهو مكتوف اليدين لا يملك ما يفعله خصوصاً ونحن بعيدين عن أي مركز طوارئ وقد أقلعت الطائرة وتوقفت الحلول !!
تعالت الأصوات هل من دكتور هل من دكتور؟؟
فلم يستجب أحدا ممن هم على متن الطائرة ولم يكن أي متخصص في الطب متواجد حينها على متن تلك الرحلة .!
دفعنى واجبي وإنسانيتي بمد يد العون فقد يحالفنى النجاح في إنقاذ تلك الطفلة البريئة وحدثت نفسي قد أقدم شيئاً لها برغم أنى لست متخصصاً فبادرت منادياً أطلب السماح لتقديم المساعدة لمن لديه إلمام وتخصص في ذلك ..
فبادرني المضيف بسؤاله المتوقع هل أنت طبيب؟ فأجبته بـ ” لا ” !
بل أنا فني تمريض وأمارس المهنة منذ 13 عاماً وقد يحالفنى الحظ وأقدم ما أجيده بخبرتي في مثل تلك الحالات.
خصوصاً وقد تعذر وجود طبيب في تلك الرحلة …
توجهت إلى الفتاة كانت متعبة وتحاول التنفس لشدة ماتعانيه ..! وهنا كان يجب علي أن أتدخل.
إقتربت بحذر للطفلة وحاولت جاهداً ملاطفتها وتهدئتها بلطف وإذ بشاب سعودي يتقدم للمساعدة ومن خلال حديثه يظهر أن له صلة بعلم الأدويه
ومن هنا بدأنا في تغير وضع الصغيرة وتم عمل تمرين خفيف لمساعدتها على التنفس بالرغم أن استجابتها كانت بطيئة جداً
ولكن على الأقل خففنا من حدة ضيق التنفس الذي أنتابها وكاد أن يقضى عليها لولا عناية الله .
في ظل غياب الإسعافات الأولية الهامة والتي تساعد في الحد من بعض الحالات الطارئة أثناء الرحلات الجوية بالإضافة لجهل المضيفين وقائد الطائرة لأبسط الإسعافات الأولية المفترضة أن يلم بها طاقم الطائرة؟؟!

للأسف كل ما ذكر لا يضاهي ما سمعته وبكل حمق وغباء …!
حيث طلبنا من المُضيف حقيبة إسعافيه قد تحوى ما نصبوا إليه ولولحين إلى حين وصول الرحلة بسلام وتخفيف معاناة الطفلة …!
وهنا كانت الإجابة والرد الصادم حينما قال نعم يوجد حقيبة ولكن لا أستطيع فتحها؟؟؟
لماذا ؟؟!!!
حسب التعليمات والحديث للمضيف وطاقم الطائرة المحترمين …
هنا أستغربنا كان من المفترض ولابد من تواجد طبيب أو ( إستشاري)أو ممرض على أقل تقدير ..!!؟ في كل رحلة في حال حدوث حالات طارئة !!!
سيد المضيف لا وقت لدينا نحتاج سماعه وماسك للأكسجين
المضيف وبكل برود للأسف النظام لا يسمح بفتحها إلابوجود طبيب ….!!

تمالكنا الذهــول ! من ذلك الموقف المُخيف فالطلفة تحتضر والمضيف لايملك الصلاحية وما عليه إلا أن ينفذ التعليمات وأي تعليمات تلك التي قد من خلالها روح بريئة ..غذينا نحن نحتضر ونحن واقفين مكتوفي الأيدي .. إحاولنا جاهدين إلى ما تصل إليه أيدينا وخبرتنا في مثل هذه الحالات لإنقاذ هذه الطفلة البريئة …
ومن المؤسف أن إسطوانات الأؤكسجين بالطائرة لا تعمل كما ينبغي وبشكل خفيف لايفي بالغرض..!!
إلا أننا وفي وقت علقت الأنانية وتطبيق ما أمرت به تلك الأنظمة والتعليمات العقيمة والتى خلت من المنطق ما بين الأرض والسماء ..! وتغلب النظام على نظام العقل والمنطق واغلقت كل الأبواب أمامها ..
حينها لا حيلة لنا سوى ما فعلناه بالتخفيف عن الطفلة المسكينة وقد علت علامات التعجب والإستغراب والحزن على وجوه الركاب .. من هذا التصريح اللغير مسئول من طاقم الطائرة ..!!

هنا أقف برهة مع النفس متسائلاً ؟
من الذي أصدر تلك الأوامر والتعليمات العقيمة ومن الذي تسبب في تجاهل دور الممرض وقد تدرب على كل أنواع الإسعافات المتقدمة التى لا ينالها ممرض مارس مهنة التمريض إلا بعد إجتياز إختبار الهيئة الطبية.

للأسف الشديد طوال الرحلة حتى وصولها لازل الرفض سيد الموقف ؟!!
وحال الطاقم يقول لا وقت للمجادلة ولتذهب الطفلة للجحيم ….!!!؟

فمن المسئول ومن المُحق نحن أم أنهم هم المُحقون …

من المخطىء نحن أم الطفلة وأسرتها لأنهم لم يحضروا طبيبهم معهم ؟؟؟!!

لماذا يا خطوط بلدي هكذا تفعلــون ؟؟!!

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى