المقالات

إعادة إكتشاف السودان

إعادة إكتشاف السودان

بقلم الشاعر/ علي النهام
مملكة البحرين

يقول الكاتب السعودي عمر المضواحي ( عندما تزور السودان , كُن ابن من شئت واكتسب أدباً , فقط أزل قشور القناعات الزائفة وتطهر من رجس عنصرية اللون والعِرق والمذهب .وترفع عن ظلم المقارنة , وأعد البصر مرتين : مرة بعين الإنصاف , وأخري بروح المحبة , حينها ستري المعدن النفيس)

نعم أُبصقْ قناعاتكَ المسبقة عنه لتصنع ذاكرتك المطلقة من خلال المشاهدة والرصد والقراءة في حضارة بلد تسبق الميلاد بخمسة آلاف عام ، بلد يشكل الجزء الاكبر من ذاكرة العرب .

نعم إنه السودان
هذا البلد الذي لا ينقل لنا الاعلام عنه سوى نتائج الحروب والصراعات والفقر ، هذا البلد الذي ادار له العرب ظهورهم ويمموا وجوههم شطر الغرب يتسابقون لتقديم فروض الطاعة والولاء وتبذير الاموال لاظهار الابّهة والتحضّر الزائف .

هذا البلد الغني بحضارته وتراثه واثاره وقيمه ومبادئه وثرواته الطبيعية البكر لو مدّ له العرب يد العون لأشبعهم جميعا ولأصبح رافدهم الاقتصادي الاكبر .

نعم اصدقائي إنّه السودان بلد الحضارة الكوشية والمروية ، هنالك ولدت ممالك (نبتة والمغرة وعلوة)
هنالك يقف جبل البركل شاهدا على اعظم الحضارات التي وهبت الضوء للإنسان وعلمته لغة التخاطب واسلوب الحياة .

نعم انه السودان كرمة الشعراء ، البلد الذي انجب ادريس جماع والطيب صالح والتيجاني والفيتوري وتاج السر ومكي ابو قرجة وسيف الدين الدسوقي ومحجوب شريف وجعفر محمد عثمان ومحيي الدين فارس ومختار دفع الله واسماء صديق ومحمد عبدالباري وروضة الحاج .

انه بلد المفكرين والعلماء الذي قدّم للأمّة غازي العتباني والباقر العفيف والخاتم الدلان والصادق المهدي وعبدالخالق محجوب ومحمد ابو القاسم وفيصل مصطفى وبسطامي محمد سعيد .

انه بلد الفن الذي انجب ابو بكر فيصل وجمال حسن ومحمد نعيم ومحمود عبدالعزيز وسيد خليفة واحمد عاطف ومبارك حسن ومصطفى سيد وسعاد ابراهيم والتشكيلي محمد بهنس .

عندما تزور السودان يأسرك بساطة اهله وتواضعهم ودماثة اخلاقهم واناقة سلوكهم ، يستقبلونك باحضان قلوبهم ، لا تفارقهم الابتسامة وكانّما ولدت الابتسامة لهم فقط ، معهم تشعر انك في منزلك ، واللغة الوحيدة التي يجيدونها هي لغة العطاء وحسب ، تظن نفسك تعلم وعندما تتحدث اليهم تكتشف جهلك وتعرف كم يعلمون ، انهم شعب متخم بالثقافة والفكر والمحبة والفن والجمال والابتكار ، شعب كريم عفيف صادق يملؤه الكبرياء والفخر ، لكنه يخفض جناح الحب لابناء العمومة والضيوف .

نعم هي دعوة للعرب لإعادة إكتشاف هذا البلد البكر الغني بكل شيئ ، ولو فعلوا لاصبحوا أمّة حقاً.

 

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى