أحداث مصورةالحدث الثقافيشريط الاخبار

سميرة عبيد واصدار وشم هارب من الطين

سميرة عبيد واصدار وشم هارب من الطين

 الحدث :ناصر بن حويل 

تأخذنا أبعاد الخيال على صهوة الروح لكل المسافات لتصبح بلا حدود إلى أن تتوقف الذات عند مشارف الفكرة ، لتكون اللغة هي الوجود هناك ، وتبوح كل الحكايا والقصة .

ترسم الفكرة كمشهد تاريخي يرتدي حضارات وألوان السنين ، لندرك أن هناك عمراً يخفي عمراً آخر . مشهد يستفز الروح والخيال لتقول أعذب ملامح الصورة للحياة والزمن والقيّم وكأنها قلادة معتقة بالأزمان ..

هذا الوشم الهارب من الطين والرمل قرر أن يكون صدر الجبل وطنه هو تعبير عن الحكاية التي تمثل مطلباً غريزياً لدى البشر ليجددوا بها هويتهم ولا بد من تلبية هذا الاحتياج ليتحقق لهم التوازن في ذواتهم وواقعهم أيضاً .

تقول الأديبة والناقدة القاصة سميرة عبيد فكرت مراراً وانا أصنع هذا الوشم وأنحته بعناية على صدر الجبل هل حقاً يجب أن يكون للجبل هذا قلب ليعشق فتاة كهذه التي أرسمها على صدره .!
ولم أجد بداً من ذلك لكن الأجمل أنني قررت أن تكون صورتي هي التي سأشمه بها .
وهمست ببطء شديد في لحظة خالية من أي وعي :
هل ستحبني أيها العظيم الذي لا تهزه ريح .!!

لا أعرف ولكن عليك أن تعرف إنني أحبك ولذلك أصنع لك هذا الوشم ولا أنتظر منك مقابلاً على تعبي فيه ..!

لقد فكرت اكثر من ذلك وقلت لماذا يهرب الوشم من الطين .. أو لماذا يمحي ومن هو الذي يتمرد على الآخر .
هل الطين يتمرد على الوشم أم الوشم الذي يتمرد على الطين .؟؟

الوشم يناسبه الحجر وليس الطين ولكن هل بالامكان أن يصبح الإنسان حجراً ، انه كذلك حينما يتشبث بالقيم ولا يتنازل عن قيمه وحينما يظهر الوشم عليه أي تظهر القيم المغروسة في أعماقه تماماً كم يتجلى الوشم في الحجر ..

قصص داخل إصدار ” وشم هارب من الطين ” بتفاصيل مختلفة وهنا يبدو عالم الحس الوجداني والانساني الرفيع للكاتبة والناقدة الأديبة سميرة عبيد والأكثر عمقاً بكل ما يصادف من تجارب وتغيير لتدرك أعماقه وتجعل من علاقته بالذات الانسانية أكثر شفافية ، والكتابة للقصة هي القدرة على البوح ورسم ملامح خصوصياتنا بشكل مختلف من خلال التعمق لكل مراحل حياتنا ، ونبارك للأديبة سميرة عبيد هذا الإصدار الرائع الذي أشرق على ثرى انتظار الذائقة لمصافحة عناوين تفاصيله وفصول محتواه الذي سيثري الساحة الأدبية بما يحتوي من مادة خصبة ذات أبعاد رائعة .

 

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى