المقالات

نهايات تولد من رحم البداية

هناء حسين : جده :

لكل منا تجربة حب مميزة في حياته لو مرة، والغريب في الأمر لايكمن في ما يعترينا بسبب هذا الحب، بل فيما يفعله هذا الحب بنا!! عندما تحب، يتغير منظور العالم من حولك بشكل سريع، مخيف و جذري، سيسترعي إنتباهك مشهد الغروب، ويطربك تلاطم الأمواج على الصخور، وعندها ستنمو علاقة حميمة بينك وبين الصباح، وفنجان قهوتك وأغاني فيروز، وصوت من تحب.. سيأخذك لحن وكلام أغاني العندليب إلى عالم ساحر، لم تعرفه من قبل، وسيختلف مفهومك عن القبانيات، وكأنك تقرأ الشعر لأول مرة، وعندما يرخي عليك الليل سدول الظلام، ستهيم عشقاً، تسهر وتشتاق، ويأخذك عطر من تحب إلى كل مكان يحمل عبق ذكرياتكم الجميلة. يكبر هذا الحب مع الأيام، ويتحول إلى عشق، يجعلك تكتفي بمن تحب، ويغنيك وجوده بقربك عن باقي العالم، ستشعر بأن قلبه أصبح من أملاكك الخاصة، ولو إستطعت أن تضع عليه لافتة ممنوع اللمس والإقتراب لفعلت!! وعندها ستعتريك الغيرة من كل شخص يحاول أن يشغل لو حيزاً صغيرا من تفكيره، ولو كان له الحق في ذلك!! وتشعر بألم غير مبرر، عندما ترى في عينيه نظرة إعجاب لغيرك، أو تسمع في نبرة صوته سعادة لأسباب مبهمة، ولن يغنيك كثيره في العطاء ويجعلك تغض الطرف عن قليله مع الناس.. وقد تكون هذه الغيرة هي القشة التي تقسم ظهر البعير، فتدمر هذه العلاقة!!
وما يدعوني للدهشة هنا، هو أن إحساس الغيرة جبل عليه الإنسان منذ بدء الخليقة، ولايشعر به إلا العاشق، كم من المشاعر يظهر على هيئة غضب، قلق أو هدوء قاتل في ردود أفعاله.. فكيف تقوم مشاعر أساسها الحب، تولد من رحم الحب، بالقضاء على الحب ..!!

بقلم / غادة طنطاوي

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى