المقالات

2030 نحو تقليص حوادث السيارات

 

 

 

 

 

 

 

بقلم

الكاتب/ د. عبدالله ابراهيم الكعيد

هي آمال وتطلعات يسندها طموح كبير.

فلنأمل ونتطلع ثم نسعى لتحقيق تلك الرؤية الحُلم، والأحلام حق مشروع إنما التحدي يكمن في تحويل تلك الأحلام إلى حقائق تتحدث عن نفسها على أرض الواقع.

إن الإنسان هو هدف التنمية في كل بقاع الدنيا وهو صانعها في ذات الوقت من هنا فالحفاظ عليه كوجود هي الخطوة الأولى والأهم في أي مشروع تنموي. ما فائدة المشروعات والعُمران بلا إنسان؟

لقد تكاثرت مُهدِدات وجوده (أي الإنسان)، فالحروب والأمراض والجريمة وأخيراً حوادث السيارات تتصدر تلك التهديدات. حسب منظمة الصحة العالمية يبلغ عدد قتلى حوادث السيارات في العالم حوالي مليون ونصف مليون إنسان سنويا أما أكثر الضحايا فهم فئة الشباب (وقود العمل) إذ بلغت نسبتهم حوالي 60% في عُمر بين الــ15-40 عاماً.

وتقع بلادنا مع شديد الأسف (ربما) من بين المراكز الأولى عالمياً في عدد تلك الحوادث والقتلى قياساً بعدد السكان والكيلومترات المقطوعة، فقد نشرت صحيفة الاقتصادية تقريراً في 17 اكتوبر2014م اتضح فيه بأن مُعدل القتلى بسبب حوادث السيارات 21 قتيلاً كل 24 ساعة أي قتيل واحد كل ساعة تقريباً.

أما عدد المصابين فحدّث ولا حرج حيث يُقدّر الخبراء إشغال ما نسبته 30% من أسرّة المستشفيات لهؤلاء المصابين وخسائر مادية تتجاوز 13 مليار ريال سنوياً.

نحن إذاً أمام حالة استنزاف بشري واقتصادي سواء بالقتل أو الإصابة جرّاء تلك الحوادث فلمن تُبنى الأوطان إذا فَنِيَ الإنسان؟.

أعود للرؤية (رؤية المملكة العربية السعودية 2030) وهي المعتمدة كمرجعيّة عند اتخاذ القرارات حسب ما ورد فيها وأقتبس من خطاب الأمير محمد بن سلمان المنشور كمقدمة لها حيث قال: “طموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً يجد فيه كل مواطن ما يتمناه” وأقول أكاد أجزم بأن من أولويات ما يتمنى المواطن الحفاظ على (روحه) من أن تُزهق فجأة بفعل حادث سيارة وأدرك في نفس الوقت أن (الرؤية) لم تغفل أمراً كهذا فهو هاجس للجميع.

“سنعمل على المحافظة على هذا الأمان عبر تعزيز الجهود القائمة في مكافحة المخدرات، وسنتبنى إجراءات إضافية لضمان السلامة المرورية وتقليص حوادث الطرقات وآثارها”.

هذا التعبير الذي يُشير للقضية بشكل مباشر يعني لنا (كمواطنين) الكثير ولا سيّما وقد اشارت (الرؤية) إلى أن الحكومة بكافة أجهزتها لن تنتظر حتى ذلك الحين (أي 2030) بل ستبدأ فوراً في تنفيذ كل ما التزمت به.

أزعم بأنني من أكثر من كتب عن ذلك الداء العضال خلال الـــــ20 سنة الماضية وقد طرحت حزمة من الحلول (حسب التخصص والخبرة) في سلسلة مقالات تفصيلية ربما لم تلتفت إليها المؤسسة المرورية وهي (أي المقالات) متاحة في أرشيف كاتب هذه السطور في الموقع الإليكتروني لهذه الجريدة.

الآن وقبل الآن:

هل ننتظر الـــــ24 ساعة القادمة ليقتل فيها 21 شخصاً على الطرقات(كالعادة) بسبب حرب الشوارع أم ستعمل الأجهزة ذات العلاقة فوراً بالالتزام بما ورد في (الرؤية)؟

 

 

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى