الاقتصاد

سيارات لادا الروسية تبحث عن المجد الغابر بقيادة فرنسية 

تخوض نيكولاس ماوري رئيس شركة “أفتوفاز” الروسية المتعثرة لصناعة السيارات والتي تنتج سيارات لادا الشهيرة على عدة جبهات بهدف استعادة أيام المجد الغابر للسيارة الروسية العريقة “لادا”.يواجه الرجل الفرنسي 56/ عاما/ الذي تولى رئاسة الشركة الروسية منذ حوالي عام الآن تراجع المبيعات وارتفاع حجم العمالة وتدهور سمعة منتجات الشركة المتحالفة مع شركة رينو الفرنسية. وقال “ماوري” لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن لديه هدفا رئيسيا في رأسه وهو “ضرورة مواصلة العمل من أجل الوصول إلى نقطة التوازن” بين الإيرادات والعائدات.ولكي يحقق هذا الهدف يستعد نيكولاس ماوري لدخول السوق الألمانية من خلال تصدير السيارة الصالون الجديدة “لادا فيستا” المنتظر طرحها للبيع في آذار/مارس المقبل.المعروف أن شركة “أفتوفاز” التي تتخذ من القارب الشراعي شعارا لها، هي أكبر منتج سيارات في روسيا. وكانت سياراتها لادا التي اشتهرت بالشكل الصندوقي معروفة جيدا في الدول الغربية في عهد الاتحاد السوفيتي السابق.ولكن في السنوات الأخيرة تزايدت معاناة الشركة من المشكلات الهيكلية التي زاد من حدتها تراجع مبيعات السيارات في السوق الروسية بشكل عام إلى النصف خلال السنوات الأربع الأخيرة.في الوقت نفسه فإن مصنع الشركة في مدينة تولياتي الروسية التي يوجد فيها مقر رئاستها والواقعة على بعد حوالي 1000 كيلومتر شرق العاصمة الروسية موسكو قد انكمش بمقدار النصف تقريبا خلال السنوات العشر الماضية.وتستحوذ سيارات “لادا” على حوالي 20% من سوق السيارات المحلية في روسيا، لكن الشركة لا تكاد تحقق أي أرباح من مبيعاتها التي وصلت العام الماضي إلى 266 ألف سيارة. وتراهن الشركة الروسية حاليا على التصدير لتحقيق الأرباح.وهنا يأتي دور السوق الألمانية. يقول “ماروي” مازحا “مجموعتنا المستهدفة ليست فقط هؤلاء الذين يحنون إلى عصر ألمانيا الشرقية” في إشارة إلى الحقبة السوفيتية عندما كان الشطر الشرقي من ألمانيا دولة مستقلة هي ألمانيا الشرقية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي. ويرى “ماوري” أن “لادا” ليس لديها الكثير الذي ستخسره من المراهنة على الدخول إلى السوق الألمانية ، لكنه في الوقت نفسه لا يتوقع إغراق السوق الألمانية بالسيارة “لادا”.يذكر أن أسواق التصدير الرئيسية المستهدفة للشركة حتى الآن هي الجمهوريات السوفيتية سابقا “وفيما بعد سنسعى إلى التوسع في الشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية” بحسب “ماوري”.يقول “سيرجي إيفانوف” رئيس تحرير موقع “كار تايمز دوت آر.يو” الروسي المتخصص في موضوعات السيارات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه “من الجيد زيادة الصادرات إلى ألمانيا، لكن ذلك لن يكون كافيا”. وقد نجحت “أفتوفاز” في بيع حوالي 1600 سيارة في ألمانيا خلال العام الماضي.ويعتقد “ماروي” أن الشركة تستطيع زيادة المبيعات في ألمانيا إلى ألفي سيارة بعد طرح السيارة “لادا فيستا”. ويقول رئيس الشركة الروسية “نود اختبار السيارة فيستا في أكثر أسواق أوروبا طلبا على السيارات والتأكيد لعملائنا الروس أن هذه السيارة ستحقق نجاحا في ألمانيا”.وتحاول “أفتوفاز” بجد، التغلب على اشتهارها بانخفاض جودة سياراتها. وهناك نكات روسية كثيرة على سيارات “لادا” ومنها مثلا “كيف يمكن أن تضاعف قيمة سيارتك لادا؟، املأ الخزان بالوقود”ولكن “ماوري” يرد على هذه الانتقادات بالقول إن سيارات “لادا” أثبتت وجودها في الماضي كبديل جيد للسيارات عالية الثمن.ويقول “نعرف أن سمعة لادا تدهورت لكننا نعرف أيضا أنه من السهل إصلاحها” مشددا على أن سيارات “لادا” اليوم تحسنت بشدة عن سياراتها السابقة.ويضيف أنها “سيارة عادية تماما بسعر جيد للغاية.. نحن نكافح لكي ننتج سيارات أكثر قدرة على المنافسة واعلى جودة وأقل تكلفة”.في الوقت نفسه فإن الشركة الروسية شهدت رحيل عشرات الآلاف من عمالها خلال السنوات الأخيرة في ظل معاناتها، ومازالت تضم حوالي 50 ألف عامل وهو رقم كبير ويهدد جهود إخراجها من أزمتها.يقول “ماوري”من الواضح إن عدد العاملين في الشركة أكبر كثيرا مما ينبغي، لكن “في مدينة تعتمد على صناعة واحدة مثل تولياتي، لا يمكننا فصل هؤلاء الناس ببساطة”.في الوقت نفسه يقول “سيرجي إيفانوف” إنه لا يرى تغييرا مهما في أداء الشركة في ظل رئاسة “ماوري”، مضيفا أنه “بدون مساعدة مالية، ستكون محاولة إعادة توجيه الشركة صعبة للغاية .. رغم تحسن صورتها، فمازالت سيارة لادا هي أسوأ من أي سيارة أوروبية”.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى