المقالات

العالم الثالث والأنظمة

 

 

العالم الثالث والأنظمة

 

الكاتب/علي محمد الشهري

خلق الله سبحانه وتعالى الكون بقانون ونظام سماوي وبدقة متناهية مما يجعل الإنسان منا يقف أمام هذا الخلق متفكراً وعاجزاً حتى عن استيعابه وليس لنا كبشر أمام هذا الخلق الهائل إلا أن نسبح بحمد ربنا ونقدس له وكل مافي هذا الكون الفسيح من شمس وقمر وكواكب في حالة حركة دؤبة قال الله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (38) سورة يــس
وقال تعالى {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (88) سورة النمل في إشارة لكروية الأرض ودورانها ، وكنتيجة لهذا الدوران يتعاقب الليل والنهار وقال تعالى{… يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ …} (5) سورة الزمر
من خلال ما تقدم ندرك أهمية القوانين في حياتنا كبشر وأهمية اتباعها والتقيد بها حتى لا يحدث خلل في موازيننا الأرضية ونتناطح كما تتناطح الثيران أجلكم الله .
والدول العظمى حين تقدمت وتطورت لم تتقدم وتتطور خبط عشواء لكنها سيرت حياتها وحركتها من واقع التغيير الفعلي للفكر الانساني وثقافة الفكر انتهت الى تشريعات لقوانين وأنظمة وبالتالي سار كل من وطأ بقدمه أرضهم تلك على هذه الأنظمة والقوانين وبالتالي وصلوا لما وصلوا له اليوم ونحن أول من يشهد لهم بذلك .
أما نحن المنتمون للعالم الثالث فالقوانين والأنظمة عندنا لا تتعدى كونها اجراءات واجتهادات وتشريعات فرديه ذات عراقيل تزيد حياتنا بالفوضوية التي اعتدنا أن نعيشها وأصبحنا ندافع عن هذه الفوضى بكل ما نملك دون معرفة السبب حتى وصل بنا الحال الى ثقافة جديدة تسمى ثقافة الفتوى
وأن نستصدر فتوى تحرم تقيدنا بهذه القوانين وتنبذ مُصدرها ومن يتقيد بها .
ولنأخذ على سبيل المثال حزام الأمان في السيارة وهو الذي لاشك في أنه الحامي بعد الله لو تعرضت سيارة ما لحادث مروري ، ماذا يقول الناس عنه ؟! ومن الذي يضعه اليوم برغم وجود عقوبة لمن لا يضعه ؟! وماذا يقول من يرى شخصاً يضعه ؟! لن أجيب على أي تساؤل واحد مما طرحت وسأترك الإجابة للقارئ الكريم فهو يعيها جيداً ، ويعلم ماذا يدور في الشارع من حوله من فوضى عارمة على مستوى القيادة في شوارعنا التي لا يختلف معي أحد أن نسبة عالية منها تفتقد لأدنى مقومات السلامة العالمية والتي يشكل حزام الأمان فيها نسبة ٠.١٪‏ من القوانين التي تُشرع ولا تطبق بل وتُنبذ ويُنبذ كل مُتقيد بها حتى يُصبح سخرية للغير وأقولها حقيقة لأني رأيت وسمعت بأذني المستوى الذي وصلنا له برغم أن مجتمعنا مجتمع فتي ويحمل أغلب شبابه اليوم على الأقل شهادة البكالوريوس الجامعية ولكن للأسف هي مجرد شهادة يأخذون عليها أجراً ، وأجري وأجركم على الله .

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى