نبضة قلم

ثروتنا البشرية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بقلم : دلال راضي

  إن الأفكار النيرة والجديدة والمفيدة، والتي يمكن ترجمتها على الواقع بصورة مشاريع وأنشطة ومبادرات هي الأفكار النابعة من الواقع، والناجمة عن ملامسة هذا الواقع بشفافية وعن قرب، والمنبثقة عن دقة في الملاحظة تتعاضد مع خلفية معلوماتية وإلمام بكمٍ من المعارف لا بأس به كثقافة عامة ومتشعبة الجوانب، تستطيع التقاط هذه الأفكار وصياغتها بطريقة عملية تحدد الأهداف وآلية التنفيذ وصولاً إلى النتائج، ومن ثم تسخر الموارد المتاحة سواء بشرية أو مادية ليولد من هذا كله نشاط اجتماعي وتنموي يتم تنفيذه على الواقع باستراتيجية مدروسة ليحقق الحد الأقصى من النتائج المرجوة، ويعود بالفائدة على المجتمع ككل من خلال الفعل الإيجابي الحاضر أو ما يترتب عليه من آثار مستقبلية.

ربما هذا ما نلمسه في وقتنا الراهن من خلال الكثير من المنظمات والجمعيات والاتحادات والأنشطة والمبادرات المجتمعية، والتي ازدهرت وارتقى أداؤها فى ظل هذا الانفتاح الحضاري الذي يشهده وطننا الغالي ضمن الرؤية الوطنية لقيادتنا الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، حيث جسدت هذه الرؤية تطلعات قيادة المملكة للارتقاء بها إلى مصافي الدول المتقدمة، مسخرة الموارد المتاحة وخاصة الموارد البشرية والتي لم تستغل في السابق الاستغلال الأمثل لإدارة عجلة التنمية والبناء في مختلف القطاعات وعلى كافة المستويات، الأمر الذي جعل من سعودة الكثير من القطاعات الاقتصادية ضرورة وطنية ملحة، حيث سيكون لها مردودها الاقتصادي والاجتماعي الكبير على المدى القريب والمتوسط، ولم تقتصر الرؤية الوطنية على الجانب الاقتصادي فقط، بل خلقت فضاء واسعا وبيئة خصبة وحاضنة وداعمة لكافة الأنشطة والفعاليات الاجتماعية والثقافية، الأمر الذي يسهم بشكل فاعل وملحوظ في عملية التنمية المجتمعية المستدامة، وتطوير المقدرات البشرية والجوانب الإنسانية، بحيث تنعكس بمجملها على الواقع فتعزز القيم الوطنية والإنسانية وتخلق مجتمعا يتسم بالرقي والقدرة على العطاء ومواكبة التقدم والتطور في كافة المجالات وبما يعود بالخير على الجميع.

إن عملية الانتقال من مستوى حضاري إلى مستوى أرقى، تحتاج إلى عملية تأهيل وتحفيز شاملة للموارد البشرية المتاحة والتي تعتبر هي الثروة الحقيقة لأي بلد، حيث يتعين على كل فرد في المجتمع أن يكون له دورة في بناء الوطن والمشاركة الفاعلة في عملية التنمية والبناء فلا يستثنى أحد، فللرجل دوره وللمرأة مشاركتها ضمن عملية تكاملية تفضي إلى إحداث فارق إيجابي على الواقع المعاش، بما يواكب تحقيق الرؤية الوطنية الشاملة، ولن يتسنى هذا إلا بتظافر الجهود الرامية إلى الدفع بالإنسان السعودي إلى تفجير طاقاته الكامنة وتعزيز ثقافة الاعتماد على النفس، وذلك من خلال الأنشطة والمبادرات الاجتماعية الغير نخبوية والتي تلامس حياة الإنسان العادي وتعمل على فتح مداركه وتعزيز ثقته بنفسه وقدراته وتعلمه كيف يترجم حبه لوطنه بالعمل والمشاركة في كل ما هو إيجابي لنرتقي بوطننا إلى مصافي الدول المتقدمة والمزدهرة في كافة المجالات، فوطننا يستحق ذلك ونحن نستحق وطننا.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى