المجتمع

إعادة تجربة الزواج ..

بقلم : رنا ابراهيم خجا 

 

 

إعادة تجربة الزواج بعد انتهاء الزواج الأول سواء بالطلاق أو وفاة أحد الزوجين ليست بسهلة ..
فالزواج الأول يغلب عليه الحماس كنوع من تحقيق الأحلام التي صارت حقيقة ويفرح العروسان بمظاهر التحضير لحفل الزواج وشهر العسل وتجهيز بيت الزوجية السعيد والحلم بالأطفال والحصول على لقب أم وأب لأول مرة .. حتى الأهل يفضلون من يقدم مهراً وشبكة وهدايا قيمة .. تطمئنهم أن ابنتهم ستعيش في مستوى قد يكون أعلى من مستواهم هم شخصياً .. ومن لايتمنى لإبنته حياة مريحة يكون متوفر لها فيها كل شيء ؟

لكن لأسباب كثيرة قد لاينجح هذا الزواج حتى مع وجود أطفال ويحدث الإنفصال .. وقد يحصل كذلك بفقد أحد الزوجين بالوفاة ..

وبعد فترة …قد يبدأ التفكير بالزواج الثاني كنوع من التعويض عن عدم استمرار الزواج الأول .. الذي انتهى بالطلاق أو الوفاة ..
لكن يجب أن يكون الإختيار في تجربة الزواج الثاني أكثر نضجاً وتعقلاً .. وأقل في المتطلبات .. وفيه قناعة أكثر والتركيز على اختيار الأزواج الصالحين بدلاً من البحث عن الأثرياء أو القبول بالزواج في السر أو بخراب بيت أول على حساب هذا الزواج الثاني .. أو أن تتزوج المرأة من يكبرها بالكثير من العمر لمجرد أنه ثري وسيحقق لها كل ماتتمناه ( مادياً ) !

المتطلبات مشروعة في الإختيار .. لكن تريثوا حتى تجدوا الزوج المناسب .. وتنازلوا عن طلبات التجربة الأولى مثل إقامة عرس فخم أو توقع مهر مرتفع أو شبكة وهدايا غالية .. طبعا إذا كان ممكناً ذلك فلما لا ؟ لكن فكرة تحميل الزوج فوق طاقته .. وهو ذو خلق .. وتضيع الفرصة من الزواج برجل صالح لمجرد أنه لن يستطيع أن يوفر لك ( كماليات ) وليست من ضروريات الحياة ..فهنا تكون الخسارة أكبر .. كذلك للرجل لاتتطلب مواصفات جمالية مبالغ فيها إذا كانت المرأة ذات خلق ومن أسرة محترمة ..
بماذا أفادت كل مظاهر الصرف في الزواج الأول ولم تكتمل الحياة بسعادة واستقرار رغم أن كل شيء مادي كان متوفراً فيها ؟!..

في هذا الزمن ستبحثون كثيراً حتى تجدوا أزواجاً صالحين .. للرجل او للمرأة …

فإذا وجدتموهم فلا تفرطوا فيهم لمجرد متطلبات قد تزول وينتهي الإنبهار بها ولن تكون هي سبب السعادة الأساسية ..

فما أجمل بيت تسكنه الطمأنينة والمودة والرحمة وزوجان متفاهمان ومقدران لظروف بعضهما .. وأن يتحقق فيه معنى ( السكن ) أي الراحة .. فتسكن إليه ويسكن إليها .. هذه هي السعادة الحقيقية بالرضى والقناعة..

وهذا لايعني أن لا يكون لكما تطلعات معينة عند تكرار تجربة الزواج فهذا من حقكما وكل حسب مقدرته.. لكن التركيز الا تكون هي الشروط الأساسية وإلا يتم الرفض لكل من كانت أخلاقه أكثر ثراءً من مستواه المادي .. فقد يكون الزواج الثاني أنجح بكثير من الزواج الأول ..

 

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى