نبضة قلم

تعلمت منها..

 الكاتب الإعلامي مشاري الوسمي

علمتني الحياة بالمواقف لا بالقلم، علمتني أنَّ الخذلان أول الطريق لمعرفة صنوف البشر والتمييز بينهم .. علمتني أنَّ لا شيء يدوم حتى نبض قلبي القابع بينَ أضلعي، علمتني أن التفكير في الآخرين لا يزيدني إلا هماً و كربًا ..

تعلمت منها أنّ أنصت أكثر مما أتكلم، لأنَّ الإنصات يفتح كتب النفس البشرية المغلقة، فالناس عندما يتحدثون يكشفون أوراقهم المقلوبة و خباياهم المطمورة .. حينها فقط أستطيع أن أُميز بينَ الغث و السمين، بينَ الصالح و الطالح ..علمتني أن أنظر لموقع قدمي حتى لا أنزلق في الطرق الوعرة، في ذات الوقت أنظر إلى النجوم لا لِتَأمُلها بل لِأجدَ مكاني بينها، منها تعلمت أنَّ دروب الحياة شاقة و متعبة، لكن الأفضلية للعزم و الإصرار. العقبات كثيرة، متشعبة و متلونة.. فلنختار طريقةٍ لنتجاوزها، فالأحلام لا تتحقق بالنوم، تتحقق بالعمل، بالكد و التعب ..

لكم مني أنّ تتعرفوا على بعض أسرار طموحي، فيما اجتهدت به و فيما أعتقد أنني نجحت به.. أوجد لنفسك هدف، اسبر أغوار المستحيل لتحقيقه، لا تكن مجهول الأهداف، يخشى المستقبل قبل أن يعيشه .. كن أنت كما تريد لا كما يريدون، فالبشر لم يتفقوا يوماً على حُبِّ شيء، فلا تنتظر أن يُحبّكَ الجميع ..

أصنع أرضًا ثابتة، مد فيها جذورك لتستقيم عند صعودك، لا تنسى نصيب الآخرين منك، ساعد و ساند، لكن لا تكن كالسُلم الذي حين ينتهون منه يقذفوه بعيداً..دائماً وأبداً هُناكَ مساحة فاصلة بين العطاء والإستغلال، أوجد لكَ حدودًا واضحة قاعدتها أنت ثم الأقرب فالاقرب ..إستعن بالله و أمضِ قُدماً، وإذا أدركت أنكَ تسير في الطريق الخاطئ عُد، فكلما طال الطريق زادت التكلفة .. غرد خارج السرب، أنظر بإستمرار للآفاق البعيدة علكَ تجد بارقة أمل تصل بك لطريقك المنشود، فمهما أُغلقت الأبواب أمامك، دائماً هُناكَ بابًا يحتاج للقوة و الإصرار لفتحه ..

عش عازماً على ترك أثر و بصمة تُخلد ذكراك في هذه الأرض، فأنتَ فيها لتستعمرها لا لتستعمرك، هذه سنة الله في خلقه ..لا تعيش على هامش الحياة، لا تكن عابر سبيل، أوجد الفرق و كن أنت الإختلاف وسط خلافات البشر .

دُمْتُم عَازِمِينَ لِلتَّغْيِيرِ طَامِحِينَ..

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى