نبضة قلم

عند منتصف الليل

الشاعرة : دلال كمال راضي

 

عندَ منتصفِ الليلِ

ومنتصفِ الشوقِ

أغفو في حضنِ القصيدةِ مقدارَ حلمٍ

ثم أنتفضُ كعصفورةٍ بللها العطرُ

فأكتبُ تسابيحَ العشقِ المشتعلةَ

وأسكبُ أقداحَ الشجنِ سطوراً مضمخةً بالآهاتْ.

وحين تنضبُ المفرداتُ

وتغدو جعبةُ الليلِ فارغةً مني

أتلقفُ أشلاءَ الشوقِ المبعثرةَ على قارعةِ السهرِ

لأدفنَها في مقبرةِ الصمتِ

وأغادرُ إلى أصقاع نهارٍ جديدٍ

أبحثُ فيهِ عني

وحينَ لا أجدني

أسلّمُ نفسي لتيارِ الوقتِ

فيجرفُني نحوَ ليلٍ جديدْ.

وبيني وبين الزمنِ الذي ينسلُّ عنوةً من قبضةِ العمرِ

أقفُ صامدةً كصخرةٍ رأتْ كلَّ العصورِ

وكلَّ الفصولِ

ولم تهتزْ بخطى الزمنِ المتسارعةِ

ولم تصغِ لتهكمِ الكائناتْ.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى