قيود الحب والعطاء
بقلم : نغم محمد
من أجل من نحب نتحمل ما لا نحب .. عبارة لطالما سمعتها وقرأتها ولكن دائماً أتسأل لماذا ؟ لماذا نتحمل فوق طاقتنا لأجل أحد أو لأجل شيء ما. وكيف نربط بين هذه العبارة وبين كل المقولات بعلم النفس التي تخبرنا بأن نفعل مانحب ونعمل مانحب ؟ فبعض الأحيان نتحمل أمور لا نريدها لأجل أحبائنا .. فالأم التي تضحي وتعطي وتستنفذ صحتها وراحتها لأجل أبنائها قد يقدر الأبناء ذلك وقد لا يقدرون .. الأم بطبيعتها مِعطاة و لأن الأمومة شرف و نعمة قد أنعم الله بها عليها تسعى جاهدة للمحافظة عليها .. لكني أحزن على أولئك الأمهات اللواتي يتجرعن المر لأجل فلذة أكبادهن وبنهاية الأمر قد لا تجد منهم إلا الجحود ونكران فضلها عليهم .. عزيزتي الأم .. حبك لأبنائك لا يعني إهدار صحتك وراحة بالك وإهمال نفسك لأجلهم حبك لأبنائك وخوفك عليهم فطرة ولكن لنفسكِ عليكِ حق كما قال عليه الصلاة والسلام.. اهتمي بنفسك ، دلليها حافظي على صحتك فهي أهم أسباب سعادتك .. فلن يعطيكِ أحد من صحته ولن يهتم بكِ أحد مثلما تهتمين بنفسك .. نعم أحبي أبنائك وامنحيهم قدر استطاعتك لا أكثر وعلميهم أن الحب عطاء متبادل فلا تعلمي ماذا سيكون من أمرهم غداً إن يكونوا صالحين أم يكونوا عكس ماتتمني .. وتذكري دائماً لنفسكِ عليكِ حق .. و بعض الأزواج يتحملون بعضهم لأجل الأبناء و بعض الناس يعملون في أماكن لا يحبونها لأجل لقمة العيش.. هل نحن مجبرون على كل هذا ؟ ألاتوجد طُرق تٌخلصنا من التحمل فوق طاقاتنا مع محافظتنا على من نحب و ما نحب ؟ كثيرة هي الأسئلة وكبير هو الألم الذي يشعر به المرء لأجل من يحب وما يحب.. ولا نشعر بالحرية التي بداخلنا ونحن مقيدون امام الحب والرغبة والحياة .. كيف نصف أنفسنا بأننا أحرار ونحن مستعبدون لحاجاتنا وأحبائنا ولكل الأمور من حولنا كيف نستطيع الخلاص؟ كيف نستعيد حريتنا ؟ متى نستطيع أن نقول عن أنفسنا أحرار فعلاً؟ فالحرية حقاً هي التي تنبع من داخلنا وحبنا لأنفسنا وحبنا للغير دون ضرر ولا ضِرار حب الذات ليس أنانية كما يصفه البعض بل هو الحب الحقيقي الذي يجعلنا نُعطي بكل سُرور و رضا .. هو الحب الذي يجعلنا نحب دون أن نتحمل ما لا نطيق .. و أعود لتلك المقولة ( من أجل من نحب نتحمل ما لا نحب ) لماذا يجب علينا ذلك ؟ هل من واجبات الحب أن يحملنا فوق طاقاتنا ؟ لو فقدنا صحتنا هل سيفيدنا هذا الحب ؟ هل الحب دواء لعِلاتنا ؟
إذاً نتفق أن الحب والعطاء حياة بأكملها نجد فيهما الراحة والأمان فلنبدأ بحب أنفسنا لنحب من حولنا وما حولنا وعلى قدر استطاعتنا دون أن ندمر أنفسنا ..
مبدعه. استمري
مقالة رائعة..وموضوع مهم..ولكنه شائك..حيث لايمكن الفصل فعلا بين حبُ أنفسنا وحب الآخرين..الحب بين الناس مختلف وله درجات..فحب الوالدين لأبنائهم مختلفٌ تماما عن مفاهيم الحب الأخرى..وفعلا يصل الأمر بهم إلى التضحية بكل شي من أجل أبنائهم.. العلاقات بين الناس تتفاوت حسب نوع العلاقة وطبيعتها ومدى قرب هذا الشخص منا أو ذاك..عند الرجوع إلى المنطق السليم سنقول يجب أن لانفرط في حب الآخرين وان يكون هذا الحب له حد وان يكون حب النفس أولى وأن لانحملها أكثر من طاقتها في ارتباطها مع الآخرين…ولكن في الحقيقة هل فعلا نستطيع تطبيق ذلك في بادئ الأمر؟..حتما وغالبا لا..فبعد الإفراط في المشاعر للاخرين وعند تلقي الصدمة ممن لم يكن في الحسبان حينها ندرك أن الحب لايمكن أن نعطيه بهذا كم..وحينها يخاطبنا المنطق السليم واعظا وسائلا هل أدركتم الحقيقة..سنجيبه بصمت وخجل..ولا انكر ان هناك اشخاصاً لايمكن مقارنتهم مع البقية..فهم يستحقون الحب كله..ولكن هؤلاء من النادر وجودهم..ويبقى من الأفضل أن نحكم عقولنا في نبضات قلوبنا..وان نولي أنفسنا الاهتمام فهي أحق بذلك..لاننا إن اعطينا أنفسنا حقها سنكون قادرين على الموازنة بين من تربطنا بهم علاقات وثيقة…….وللحديث في هذا الموضوع بقية واراء شتى يصعب اخذها بالتفصيل…
استاذة نغم اجدتِ كعادتكِ في اختيار الموضوع والكتابة عنه..فهو واقع نعيشه في حياتنا اليومية..مبدعة ومتألقة دوماً..