المقالاتشريط الاخبار

فريق أبناء الخليج وحكاية جميلة في مستشفى السلطان قابوس في صلالة

كتب/ عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

ناشط اجتماعي

 الأعمال التطوعية حياة مليئة بالعطاء والمتعة، وفيها من اللمسات الحانية ما نلاحظه في حينه، وتترك من الآثار الجميلة ما يبهج النفوس، ويبعث على زيادة الجهود، فينتشر الخير بلا حدود، ومن باب تناقل القصة الجميلة كان لفريقنا فريق أبناء الخليج للأعمال الإنسانية رحلة إلى مدينة صلالة في سلطنة عمان، وكان الفريق مكون من اثنى عشر من أعضاء وعضوات الفريق من مختلف دول الخليج، تخللها العديد من الفعاليات من زيارة الجمعيات، وتقديم الدورات والمحاضرات، وزيارة كبار السن في منازلهم، والمرضى في عدد من المستشفيات في فعالية كانت أكثر من رائعة من جهة التنظيم وسلاسة البرنامج وتغطية مساحة تطوعية جميلة في حدود فترة المبادرة المحددة.

كان ضمن الفعاليات زيارة مستشفى السلطان قابوس في صلالة، والمرور على قسم الأطفال المصابين بالسرطان والأمراض الشديدة، وتوزع الفريق على الأسرّة، فمررت مع رئيسة فريقنا للفترة الحالية الدكتورة مريم الحميدي على العديد من الأطفال ومن بينهم الصغير عامر، حيث تحدثنا وتحاورنا ولاطفناه وضحكنا معه، وأحسسنا بفرحته بلقائنا، وأهديناه بعضا من الألعاب، وتسليته بمشاركته اللعب بها، وكان فرحنا بذلك أكبر من فرحته، فأن ندخل السرور على قلب مريض غاية نبذل من أجلها الكثير، فجمال الحياة أن تمسح دمعة وترسم بسمة.

إلى هنا انتهينا من زيارتنا وخرجنا لاستكمال برنامجنا التطوعي المجدول، وفي نهاية اليوم وصلتنا الرسالة التالية التي أنقلها إليكم هنا وبنفس الصيغة وباختصار:

أود في هذه الرسالة أن أبعث اليكم شكري للفريق الذي زار اليوم مستشفى السلطان قابوس بصلالة، وخاصه العيادة النهارية أمراض الدم حيث صادف ذلك اليوم وجود ابني في العيادة، حيث أن عامر كان يأخذ سقايات دم شهرية، وكنت كلما أردنا الذهاب للمستشفى أعاني كثيرا قبل وبعد الذهاب بسبب تعقد الولد من الإبر، وكنت كلما أردنا الذهاب أعده بعد ما نخلص آخذه كي يشتري اللي يريد، وكنت أقنعه بعد محاولات، وتعوّد على أن اشتري هدايا له يوم المراجعة الطبية، وفي هذي المرة انا لم أكن موجودا في السلطنة، حيث كنت في الهند انا ووالدة عامر وأخته لإجراء عملية زراعة نخاع  لأخته التي تعاني من نفس المرض الذي يعاني منه عامر، وهو ثلاسيميا، والحمد لله نجحت العملية ونحن في المرحلة الأخيرة من العلاج، وكنت ذلك اليوم في قلق شديد على عامر لأنه سيذهب إلى المستشفى بدوني وبدون والدته، بل سيذهب مع عمه، وبالفعل وعده عمه بالذهاب الى السوق بعد الخروج من المستشفى، وكان قلقي عليه حتى لا يتعقد من المستشفى، وقبل خروجه من العيادة أتى الى المستشفى الفريق وأعطوه هدايا، وشعار يعلقه على صدره، وقد خرج ذلك الصباح من المستشفى سعيدا وفرحانا بالهدايا التي أهداه إياها الفريق، وقال لعمه اليوم رجعني البيت ما أريد اشتري شيء تكفيني هذي الألعاب، وقال أرسل لوالدي الصور، وكانت الفرحة تغمره وهو جالس يقول أريد ان أذهب إلى المستشفى عشان يعطوني هدايا، أنا أحب المستشفى، أنا لا أكره الأبر…

فهذا الشعور الإنساني الذي أثلج صدري هو الذي جعلني أرسل إليكم هذه الرسالة النابعة من القلب، جزاكم الله خيرا، وأدخل على قلوبكم وقلوب أبنائكم الفرحة والسعادة كما ادخلتم الفرح على قلب عامر، وأقول لكم الهدية ليست بقيمتها المادية بل بقيمتها المعنوية، أشكر جميع الفريق وكل القائمين على هذا العمل النبيل الانساني…. انتهت الرسالة.

ننقل هذا الأمر للجميع وللفرق التطوعية أن أعمالكم ومبادراتكم لها الأثر السامي وإن لم نلاحظه في وقته، فسينتهي العمل ويبقى الأثر، وما عند الله خير وأبقى، والله لا يضيع أجر المحسنين.

 

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى