المجتمع

التوازن في التربية

بقلم : رنيم قاسم 

 

 

كثيرًا مانصادف أطفالًا ذوي سلوك همجي، لايتحرك ذويهم مقدار أنملةلتوضيح مدى سوء تصرف أطفالهم .في المقابل نرى أبناءً بأخلاق رفعية وتصرف راقٍ؛ لكن إن أخطأ خطاءً بسيطًا، ثار الوالدين عليهم بالضرب والشتم والعقاب .
فلا نرى وسطية في التربية واحتواء الموقف البادر من أبنائهم، بالإضافة إلى عدم تقربهم من أطفالهم ومعرفة احتياجاتهم.
من أسباب عدم توازن التربية : (الفجوة الزمنية) وهي ما خلفتها التكنولوجيا و الأحداث الكونية المتطورة، فالعلم والعالم يتسابقان بحياة الإنسان؛ وتقارب نسب الأفكار بين الأبناء والآباء تتسارع بهذا الكون البشري بشكل ملفت، لابدّ من أن يُجاهد الأبوين بأن يصبحوا مواكبين مع ذاكَ الزمن حتى لا تنخرط الأفكار في ذهنّ الأطفال فتصبح نصائح قديمة لا قيمة لها، كلما أصبح الأبوين مُعاصرين للزمن كلما أصبحت النصيحة أسرع و يستجاب له بذهنهِ، حتى يصبح الجيل القادم أفضل إن أُحسنت التربية .
فأساس التربية يكون في السنوات الأولى، حينما يكون البناء سليما تستمر البنية بالقوة والطريق الصحيح.

وللتربية جوانب عديدة هي : ( إيمانية، أخلاقية، جسدية، وعلمية)
فلكل جانب أثر على حياة الطفل ومراحلها؛ على المربي معرفتها وتعزيزها في طفله، ويجب أن يكون المربي واعيًا لأسلوبه فهو محب وصديق حنون وبنفس الوقت صارم وحازم عند اللزوم .

فحينما يخطىء الطفل هناك عقاب، وعلى الوالدين اختيار العقاب الصحّي، وأنه ليس شماعة تعلق عليها كل الحلول؛ بل هو لوقت الحاجة.
ومعرفة أسباب الخطأ الذي ارتكبه الطفل، وهل هناك من اقتدى به لفعله؟!
(فالأهل قدوة فماهو ممنوع لدى الأطفال، ممنوع على الأهل أيضًا).
وعلى المربي اتباع أسلوب التعزيز- أسلوب تحفيزي إيجابي- بكلمات تحفيزية معنوية

كيف يتم تنفيذ العقاب ؟!
– في بدء الأمر وقبل تنفيذ أي عقاب ، يتم وضع قوانين موضحة أهميتها و يلتزم بها المربي والطفل .

-حين يتم ارتكاب الأخطاء ، ينبه أول مرة ثم إذا تكرر الخطأ بعد التنبيه والتوضيح يتم العقاب ( ولايكون بصراخ أو ضرب ) بل التحدث معه بمستوى نظره وتذكيره بالقانون الذي تم مخالفته.
-يتم معاقبته بأكثر شيء يحبه .
– بعد انتهاء مدة العقاب يتم سؤال الطفل لماذا فعل ذلك مع قول كلمة آسف .
بعد تعزيز الطفل والعقاب يلجأ المربي إلى تعديل سلوك الطفل، وذلك بفهم نفسية الطفل، ومعرفة نقاط ضعفه ولاتقال لغيره، ثم البحث عن حل للسلوك والقراءة عنه.

ولا يكون الجلوس مع الطفل بأسلوب الخطابة، بل أسلوب الحوار مع الإنصات،والترغيب في الأشياء التي تدور في ذهنهِ لأجل أن ننمي طاقة البحث والتفكير وبذلك يكون المربي قريبا من عقل الطفل وطموحاته.

التربية الحقيقة، هي بناء الفكر من خلال اكتساب مجموعة مهارات، وهي طريق صعب طويل يحتاج إلى صبر وتنظيم، وعلى المربي أن يوازن بين الثواب والعقاب.

مبادروة ملتزمون

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى