المقالات

للمملكة ربٌ يحميها..

غادة ناجي طنطاوي

تأخرت كثيرًا في كتابة هذا المقال، فهو مهم، ذو محاور متعددة ولا أريد تشتيت ذهن القارئ عن الموضوع الأساسي.
مجلس الشيوخ الأمريكي يطالب المملكة بإعادة النظر في مناهجها الدينية و تغييرها، لأنها تحرض على العداء، تغذي الإرهاب لدى ذوي العقول الضعيفة، لا تحترم حرية الآخرين و لا تحترم قانون حقوق الإنسان .. عجب عجاب..!! فمن الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية قد حَلَّت قضيتها مع كوريا الشمالية، عقدت هدنة مع الأحزاب المعارضة لترامب، عالجت نسبة البطالة المرتفعة لديها، أنهت قضايا الفساد الإداري في البيت الأبيض و قامت بتسوية جميع مشاكلها مع دول الشرق الأوسط، و لم يتبقى لديها سوى مشكلة مناهج الدين السعودية..!!
و الله لقد ضحكت حتى سمع أهل الشام قهقهتي.. أنظر من يتحدث عن حقوق الإنسان..!! أمريكا التي تنتهك تلك الحقوق في كل قضية تخص أي أمريكي من أصول افريقيا أو عربية.. الدولة صاحبة أعلى معدل لجرائم الحرية التي أدت للإنحلال في المجتمع الأمريكي، تتحدث عن الحرية الشخصية و بالتالي ترتب على ذلك انتشار الأمراض الجنسية، قضايا الإغتصاب، القتل و السرقة بشكلٍ مفرط.. من يتحدث عن الإرهاب..!! الدولة التي ما إن تدخلت في شؤون الشرق الأوسط بحجة إقامة السلام تسببت له في كارثة عظمى.
مجلس الشيوخ الأمريكي يطالب المملكة بإيقاف حد القصاص على مرتكبي الكبائر فهو ارهاب للنفس البشرية، ايقاف الأحكام الصادرة على متعاطي الخمور و المخدرات فهي حرية شخصية..!!وا عجبي.. و المضحك في الأمر.. مادامت الأمور هكذا، لماذا انتشرت لديهم برامج توعية كثيرة تعلم الفتيات كيفية الدفاع عن النفس في حال حدوث أي إعتداء عليهن؟؟ ما سبب انتشار مراكز اعادة التأهيل لمتعاطي الخمر و المخدرات؟؟ و الأمر الذي يثير دهشتي.. لماذا لم تردع دساتيرهم هذه الجرائم حتى الآن؟
عزيزتي أمريكا.. بلاد الحرمين، وضعنا السياسي و سياستنا الداخلية أمر لا يخصك بتاتًا.. و هو الخط الأحمر الذي يقف عنده الجميع بدون أي استثناءات.. و تذكري دومًا أن المملكة العربية السعودية تنعم بأمنٍ و أمان لن تعرفيه أبدًا، تحت ظل حكومة عاهدت الله على أن تقيم حدوده فيها، كفي عن التنظير الفارغ، فشعبك يحتاج الكثير من الإستشارات النفسية حتى يعالج بعضًا من مشاكلكم التي تخص التفكك الأسري و الإنحلال لإنعدام القيم الدينية لديكم، فمن أمن العقاب أساء الأدب و من كان بيته من زجاج حري به أن لا يقذف بيوت الناس بالحجارة.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى