المقالات

أسير الوجع

الكاتب الإعلامي – مشاري الوسمي

أحببتها رغم البعد و الوجع، سكنت أحلامي، باتت الآمرة المهيمنة على كياني و حدود سعادتي .. أرى بها ومن خلالها معالم الحياة، معها فقط آمنت بتفاصيل الإنجذاب الفيزيائي و التفاعل الكيميائي لأجساد البشر ..

اتقنت حروفها و تعلمت أبجديات اللغة من لغتها .. رسمت طريقي فمشيته خانعاً غير معترض.. أعلم انها تدير دفة حياتي و تسيرها كما تريد، ليس انهزاماً مني بل إيماناً و تعلقاً بها.. وجودها خلق عالم الأحلام المخملي و مجتمع الفضيلة الذي يسكنه الكاملون من البشر.. وجودها أضاء الليالي المعتمة و أيقظ الأماني النائمة، فأصبحت الفجر الذي أعاد للحياة هنأها و سعادتها..

لم تمر على حياتي مرور الكرام.. بل كانت كالإعصار الذي قلب الموازين و أعاد هيكلة و توزيع الأمور بداخلي، أحببت ما أحبت وكرهت ما كرهت .. أصبحتُ اتلمس ملامحي شوقاً لوجهي القديم.. فأنا اليوم أشبهها إن لم أكن أنا هي.. علقتني بها حد الجنون و سكنتني حتى أصبح قلبي ملاذها الآمن و فراشها الخالد.. كنت أتأمل تفاصيلها و كأنها وطني.. انفاسها كانت موسيقاي التي أهيم بها، نظراتها جسور للحب و مأوى للاختباء ..

اهرب من ضجيج الحياة لحضنها الدافئ و عبيرها الأخاذ.. أحببتها حتى علمت أنني سيئٌ في الحب، ملكتني و تملكتني حتى أسرتني، مهدتُ لها عقبات الحياة حتى ظننت أنني خُلقت لها و بها.. كُنتُ أخشى حزنها و يكسرني بُعدها.. أعود دوماً نادماً حتى النخاع لإرضائها.. بسمتها وحدها تعيدني إلى أرض العشاق و الحالمين ، عناق أيدينا يزلزل اتزاني و يفقدني السيطره على ذاتي..

ما كان ذلك بالحُبِ المتعارف عليه، لكنه عشقاً أرهقني وأخذ من عمري عمراً كاملاً.. رغم الرحيل، المسافات و تباعد الطرق، إلا انها تبقى غايتي و أقصى أمنياتي..

دمتم محبين لا فاقدين ولا مفقودين..

مبادروة ملتزمون

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى