المقالات

الرؤية السعودية بعيون أردنية

الحدث – عمار القطامين – مقيم أردني في السعودية

 

سوف نتناول في هذه الحلقات رؤية 2030 كما يراها أردني يقيم في المملكة العربية السعودية، إن كاتب هذه المقالات يرى هذه الرؤية العظيمة من زاوية مختلفة، والمنظور المختلف دائما يكشف عن جوانب هامة ويسلط الضوء على أمور قد لا نقرأها أو نسمعها في وسائل الإعلام.

الحلقة رقم (1) – قص أجنحة الفساد
لازم “ندهن السير” ، نبغى “حقنا” في الصفقة ، عايز “الحلوان” يا هندسة ، فين “حق الشاي” ، where is my gift sir ? ….. هذه عبارات كان يسمعها من عمل في المبيعات وله اتصال يومي ومباشر مع مسؤولي المشتريات و العقود.
أحيانا كان “حق الشاي” أو “الحلوان” عامل مؤثر في إتمام صفقة البيع أكثر من جودة المنتج وربما أهم من السعر !! قد يطلب منك مسؤول المشتريات أن تزيد السعر لا أن تخفضه حتى يأخذ قيمة الزيادة لجيبه !! كان “الحلوان” تزيد قيمته بزيادة قيمة الكعكة، وقد يبدأ من جوال بسيط لمندوب المشتريات وحتى سيارة جيب لكزس لمدير المشروع، وهلم جرا …..
هذا الوضع كان و”كان” كما يُعرّفها علماء اللغة هي فعل ماضي ناقص، تصف الماضي ولا تصف الحاضر ولا المستقبل.
فجأة اختلف كل شيء، عندما دخل الشاب الطموح والشجاع محمد بن سلمان إلى حلبة التحدي، فوقف أمام خصمه العملاق “الفساد” وأطاح به بلكمة قوية مركزة وموجهة بكل دقة على رأسه الذي باغتته الضربة على رأسه فبدأ يترنح وسقط على الأرض، قوة الضربة وسرعتها أضاعت الفرصة على ذلك العملاق فلم يستطع أن يتحاشاها ولا أن يرد عليها، حاول القيام مرارا وتكرار ولكنه خرّ صريعا على الأرض.
هذا الزلزال الكبير أعقبه هزات ارتدادية من الزلازل الصغيرة والمتوسطة، فبدا أن الفساد الصغير والمتوسط يخشى العواقب أكثر وأكثر، والكل يقول في نفسه: مادام أن ذلك العملاق الكبير انطرح على الأرض بلكمة واحدة، فماذا عساني أنا الصغير الضعيف أن يُفعل بي ؟؟
نعود إلى “الحلوان” و “حق الشاي” ، فمن كان يطلب “حقه” بكل جرأة ووقاحة تراه الآن يخاف أن يقبل أبسط هدية ولو كانت قلم حبر – أبو ريالين – حتى لا تعتبر رشوة، ومن كان يطلب أن “تدهن له السير” صار يخشى أن “يجيب العيد” بأي تلميح لأي طلب شخصي، ومن كان يطلب جهاز جوال هدية صار الآن يخاف من الترحيل إن تم ضبطه متلبسا تحت الطاولة!!
لقد كانت محاربة الفساد من أولويات رؤية 2030 لأن النجاح في هذه المهمة يشكل الأرضية الصلبة لنجاح باقي الأهداف، ولقد أثبت محمد بن سلمان أنه أصاب مائة عصفور بحجر، أو لنقل مائة “هامور” بحجر، فقد قلب الطاولة ونجح في هذه المهمة وصحح مفاهيم خاطئة كانت سائدة لفترات طويلة، وصار التنافس بين الشركات أكثر عدالة، و صارت المواصفات والأسعار والجودة والخدمة هي الفيْصل في المنافسة، والبقاء في السوق للأفضل.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى