الصحة

يوميات مخبرجية

بقلم : رنيم قاسم 

 

قبل أن أخبركم من أكون، لنتحدث عن عالمي المجنون
ذاك العالم الذي لاترون منه سوى أجهزة ودم يتسرب إلى أنبوب.
هو كون آخر داخل كوننا الكبير، كون لايرى بالعين المجردة
من جزئيات ومركبات كيميائية، وميكروبات خيالية وأملاح كريستالية، وفيروسات دمارية ….
هل رأيتم ما أرى أم ليس بعد ؟!
لما أخبركم عن عالمي؛ لأنه عالم مجهول، مظلوم، ومعتمد عليه .
فهو المجهول خلف كل تشخيص طبي معروف .
وهو المظلوم حيث أنه يتعامل مع الأمراض مباشرة من الأشد خطورة إلى الأكثر انتشارًا .
وهو المعتمد عليه في كل علاج وكل لغز يحير الطبيب والمريض
بل وأضيف هو الصابر على شتى أنواع الأذى من البشر ومن الأمراض ومن ، ومن ، ومن فلان وعلان …
لنتبادل الأدوار، فلتكن المخبرجي وأكن المريض، وأهب فيك صارخًا، لاعنًا، متفلسفًا بما قرأته في الإنترنت وأطالبك أن تستعجل في نتيجتي كوني المريض الوحيد في هذا الكون، ولا يوجد أي مرضى بعدي ولا قبلي، وحين تخبرني بأن النتيجة ستأخذ وقتًا وتأخذ رقمي لتهاتفني حينما تخرج، فأعود لك مرة أخرى بعد يومين أو ثلاث، أصرخ وأقذفك بأسوأ الإهانات لتأخر النتيجة وأنت لاحول لك ولا قوة .
ياترى هل تخيلت تبادل الأدوار البسيط هذا….
إذا أعتقد أنك شعرت قليلا بما نشعر به .

عالم المختبرات الطبية هو عالم جميل، مليء بالمعرفة والمغامرات اليومية مع المريض وأمراضه
يعلمنا الصبر، والقوة، وكيف نتعامل مع أصعب الحالات
وفي بداية يومياتي
أدعى رنيم المخبرجية
أميرة عالمي الجميل الذي ستتجولون معي بين خباياه وشعبه
تابعوني……كل يوم سبت على صحيفة الحدث

 

مبادروة ملتزمون

‫7 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى