المقالاتشريط الاخبار

“السعودية” من زاوية “حادة ” إلى “مُنفرجة” !!

بقلم/ حليمة مظفر

من يتابع نشاط هيئة الترفيه السعودية وفعالياتها الممتعة منها ما نراه في “موسم الرياض”، بجانب إلمام رئيسها معالي المستشار تركي آل الشيخ بكل صغيرة وكبيرة وتواصله المُحفز والمتفاعل مع السعوديين وموظفيه عبر حسابه بتويتر؛ فإنك مهما اختلفت معه تجد نفسك مجبرا على احترامه وتقديره لما يحققه من جهد ملموس على أرض الواقع؛ وهو ما أتمنى أن نرى بمستواه معظم معالي الوزراء للوزارات الخدمية التي تمس حياة المواطن وجودتها. وعودة إلى الترفيه؛ فإنه لا يعارض أو يهاجم ما تقوم به إلا فريقين؛ الأول: “بحسن نيّة” إن أحسنّا النيّة أيضا؛ وهم من تربوا لعقود على ما كان يروجه أصحاب الخطاب الأصولي الصحوي وحصروا وعيهم في”الخصوصية السعودية” داخل دائرة إيديولوجية ضيقة؛ وهؤلاء علينا احترم اختيارهم وإن اختلفتُ معه، وأرفض وصايتهم على خلق الله واستشرافهم أو مصادرتهم لأخلاق الآخرين بناء على مقاساتهم الفكريّة؛ ولهم كامل الحرية بالذهاب أو البقاء في بيوتهم أو اختيار ما يناسبهم، ففعاليات هيئة الترفيه متنوعة ومتناسبة مع الجميع؛ لكن عليهم إدراك أننا في قرية عالمية صغيرة، وجزء لا يتجزأ من الكرة الأرضية نُؤثر ونتأثر؛ وخير لنا كأمة سعودية أن نكون مؤثرين بنسبة أعلى من أن نصبح مُتأثرين؛ ولا يكون ذلك إلا بتسويق الثقافة السعودية الناعمة التي تعتبر اليوم من أهم الأسلحة السياسية والفكرية في تعزيز الهوية الوطنية وفرض قوتها محليا ودوليا، وهي من أهم أدوات هندسة الوعي، والتعامل معها لا يكون اعتباطيا أو عشوائيا أو حتى اجتهاد قابلا للصواب والخطأ، بل بتوظيف جاد وواعي لمكوناته كي تؤتي بأهدافها التنموية الوطنية السياسية والإنسانية التي وضعت لتحقيقها. ونأتي للفريق الثاني الذي يستحق سخريتنا: ومعظمه من خارج الوطن ويمكن تسميته بالقومجي الملوث بالإخوانية يحاول الارتزاق باستغلال “الحرمين الشريفين “في بلادنا العظيمة لمهاجمة سعادتنا والتدخل السافر في حياتنا الاجتماعية، فيُنظر علينا وكأن السعوديين من كوكب آخر !! فريق حاقد حاسد يصطف في طابور مرتزقة الإعلام القطري الذي يؤيد حاليا قتل أردوغان لأطفال الأكراد دون رادع إنساني أو أخلاقي؛ وهؤلاء لا أهمية لهم، ودورنا فقط رمي نباحهم في سلة النفايات. أجل في دولتنا تقع الحرمين الشريفين ونخدمها بأعيننا وارواحنا؛ ووجودهما بمثابة امتياز وتشريف لنا يدعم انفتاحنا الثقافي على الآخر، ويلزمنا بالتعايش مع المختلف، فنحن نستقبل على مدار العام ضيوف الرحمن من مختلف العالم واللغات والجنسيات والمدارس الفقهية، وهذا يدفعنا للانفتاح على هذه الاختلافات الإنسانية كوننا أرض الرسالة؛ وهو انفتاح ثقافي حضاري يجعل من “السعودية” القائدة قدوة في خطاب التسامح واحتواء الثقافات المختلفة؛ كما أن مساحتنا الجغرافية تجعل من دولتنا أشبه بقارة؛ ومكة المكرمة والمدينة المنورة مدينتان تتبعان منطقتين من ثلاثة عشر منطقة إدارية سعودية، إننا قارة فعلا؛ لهذا على من يزعمون كيف لأرض الحرمين فيها حفلات، أو تستضيف فلان وعلان أن يخرسوا، لأننا لسنا دويلة من شارعين وحارتين كدويلة قطر مثلا . أمّا من ينظرون إلى “الخصوصية” السعودية من زاوية “حادة” فعليهم توسيع أعينهم الضيقة بالأيديولوجية “المنعزلة” ويستخدموا “الزاوية المنفرجة” كي يروا حجم وتأثير المملكة العربية السعودية قلب العالم الإسلامي ورئة الاقتصاد الدولي وضمير الإنسانية وقدوة التعايش الحضاري .

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى