ضيف وتفاصيل

حمد الباحوث : لاتكتبوا إلا ما يستحق البقاء

 حوار : نغم محمد 
نبذة عن حمد الباحوث ؟ 
حمد الباحوث : ماجستير  من جامعة الإمام  قسم الحسبة والرقابة
أطروحة الماجستير حول الرقابة على الروايات الأدبية العربية المعاصرة وهي تحت الطبع
وأطروحة الدكتوراه دراسة تطبيقية مقارنة  عن فرقة الخوارج وممارساتهم الرقابية والاحتسابية
خارطة القراءة هو اول كتاب لحمد إلى ماذا يهدف حمد من خلال هذا الكتاب ؟ 
الكتاب يتحدث  عن ثلاث مسارات :
١- فن القراءة ويدخل تحت هذا الفن كل ماله صله بالكتب من حيث اختيارها والتفريق بين الطبعات واستثمار معارض الكتب بالطريقة الصحيحة وأسباب تكديس الكتب بلا قراءة ، وحديث متفرق عن قراءة النقد والجرد والتدوين.
٢- فن الكتابة وجودة النص والطرق التي تعزز ذلك والعناوين التي تساعد في الكتابة الجيدة
٣- تعليقات ونتف وطرف مختلفة من خلال قراءات لبعض الكتب وصحبة لها دامت أكثر من ٣٠ سنة

هل يمكن اعتبار خارطة القراءة بحث علمي بطريقة أدبية ؟ 
هو كتاب رافقني مدة طويلة ولعل تهميش الجامعة لقبول مخطط الدكتوراه في الصيفية الماضية أعطى مساحة لهذا الكتاب ليتنفس ويرى النور ، فلو دخلت في معمعة الرسالة لتأخر خروجه كثيراً، وربما لميلي لكتب الأدب أثر في كتابة حروفه .
الكتاب يعتبر كمادة المكتبات التي كنا ندرسها بالمرحلة الثانوية تتحدث عن الكثير من الكتب والمعارف والكُتاب والطريقة التي تحبب الناس بالقراءة هل هذا من أهداف حمد ؟ 
الهدف منه إبراز قيمة الكتاب ونفض الغبار عن الكتب التي أهملت زمناً ، أحد الأصدقاء يقول : عندي قصة الحضارة منذ خمس سنوات لم أقرأ منها سوى صفحات من المجلد الأول ، وبعد قراءة  تلخيصك وتعليقك لقصة الحضارة  ، نفضت الغبار عن تلك الموسوعة وتحمست لقراءة بعض النقاط والذي دفعني أكثر أنني أملك نفس الطبعة التي تحدثت عنها.
عنوان احد الفصول فن كتابة القصة ذكر حمد .. (هل الغثاء الذي ملأ المكتبات تحت مسمى قصص وروايات يدخل تحت عنوان مسمى القصة)  .. هل حمد ضد ظهور الأقلام الشابة والتي تستحق من يوجهها ؟ 
الذي أهدف له من خلال ذلك توجيه رسالة لدور النشر وللكتاب الذي لديهم عمل روائي ، لاتتعجل بالنشر حتى ترى أن ماكتبته يستحق ذلك ، خلال  كتابة رسالة الماجستير كنت ملزماً بقراءة عدد كبير من الروايات العربية ، وكانت تجربة مرهقة جداً ، كيف تصل هذه الكتب للطبعة الرابعة والعاشرة وهي لاتملك حتى أساسيات الكتابة الصحيحة ، وكان حديث حسين قباني على الجرح فأوردته هناك.

بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي حققوا بكتبهم أعلى المبيعات من خلال معارض الكتاب رغم تفاهة تلك الكتب والتي لا تمت للأدب بصلة .. هل تعتقد أن الشهرة هي الأساس لنجاح الكاتب أم أن هؤلاء فقاعة صابون ؟ 
الكتابة حق متاح للجميع ، وجميل أن يكتب الشخص مهما كانت كتابته من حيث القوة والضعف ، لكن الأجمل أن يقوم الكاتب بعرض تلك الكتابات قبل الطباعة على جهة مختصة لمراجعة النص ، لاعيب في ذلك ، ولا ينقص ذلك من قيمتك ومكانتك ابداً ، ليتهم يعلمون أن الحديث في برامج التواصل مدته ٢٤ ساعة ويذهب ، أما المادة المكتوبة فهي تبقى مع الزمن ، فلا تكتبوا إلا مايستحق البقاء .

تخصيص أحد فصول الكتاب للحديث عن ابن خلدون هل هو إعجاب بالشخصية أم علمها يستحق أكثر من ذلك ؟ 

ابن خلدون رجل مختلف ، ومن قرأ سيرة الرجل وتنقلاته يدرك ذلك ، الوظائف التي عمل بها كثيرة وعجيبة وهي في زمننا الحاضر  مثل : الوزير ـ  القاضي –  السفير ـ وزير الخارجية كل هذه المناصب عمل فيها وليس مع حاكم واحد أو بلد واحد بل في بلدان مختلفة ، ناهيك عن الرحلات الكثيرة التي قام بها، والرجل جمع بين الحفظ والذكاء واللياقة أو اللباقة – الدبلوماسية – كما تسمى ، كل ذلك صنع رجلا مختلفا، وابن خلدون عاصر قوة الدول وضعفها وقيامها وسقوطها ، لذلك كان يكتب حول هذا الأمر ويؤسس له . فلا تعجب حين تلفت مثل هذه الشخصية انتباهي .
استخدامك لكثير من أسماء الكتب هل هو تسويق لها أم هو خلاصة لروائع الكتب التي قرأها حمد وينصح الناس بقرأتها ؟ 
تلك العناوين مررت بها وعدت لها وغالب الكتب التي ذكرتها قرأتها وبعضها كررت قراءته ، وربما هي رسالة لمن يهتم بذلك الفن  ، دون هذا العنوان فهل مر بك .

ماهو الهدف الذي يكتب من أجله حمد ؟ 

في مكتبتي الفاتنة  مايربو على ٦٠٠٠ عنوان في فنون مختلفة ، وحين يزورني الأحباب والأقارب والأصدقاء تتقافز تلك الأسئلة وهم يرون تلك العناوين ؛ هل قرأت كل تلك الكتب ؟  كيف أصبحت تحب القراءة ؟ ألا يصيبك الملل ؟  كم ساعة تقرأ ؟ كيف تدون المعلومة؟   تلك التساؤلات التي تتكرر  كانت النواة لذلك الكتاب .
هل للأدب الروسي تأثير على شخصية حمد حيث وجدت إهتمام حمد بهذا الأدب عن غيره من الأداب ؟ 
قرأت لدوستيفسكي بعد أن تشبعت بالغثاء الذي يسميه بعضهم رواية لبعض الكتاب العرب ، وكان في نيتي أن تكون أطروحة الدكتوراه عن الروايات المترجمة  لكن عنوان رسالة الماجستير أوحى لأحدهم فسبقني إليه ، وبعد القراءة لدوستويفسكي  أدركت أنه طبيب نفسي ورجل يكتب لأهداف بعيدة لاتصل إليها  بعض العقول التي تكتب في وطننا العربي .

ماوجه الشبه بين الادب العربي والادب الروسي وماالفرق بينهما ؟ 

وجه الشبه في ظني في طبيعة المجتمع الروسي وعاداته ،فهي قريبة من عادات وطبيعة المجتمعات العربية ، لذلك الأديب الروسي حين يكتب كأنه يتحدث ببعض الأوجاع في  المجتمعات العربية  ، أما المادة الأدبية فهناك بون شاسع .
مالذي ينقص  الادب العربي ؟ 
الأدب العربي ، إذا كان المقصود بالسؤال  الأدب  عموما فلا ينقصه سوى أن نقرأ ونتأمل  التراث الجميل ولو اكتفى القارئ بالدوواين التي ذكرها ابن خلدون لكفاه ، أما إذا كان المقصود الرواية الأدبية تحديداً ، فهي تكتسب الخبرة والجمال مع الوقت ، وهناك أقلام جيدة تستحق أن يقرأ لها أدبياً ، مثل حنَّا مينه وربيع جابر وأمين معلوف وغيرهم كثير .
طبيعة العرب العاطفية جعلتنا نرى أن الحب جزء لا يتجزء من الأدب العربي حتى لو كانت القصة او الرواية إجتماعية أو بوليسية هل أنت مع أم ضد هذه المقولة ؟
الحب  من المعاني السامية  التي قتلها الإعلام وهتكتها الأغاني ، ليتهم تركوا الحب يعيش بعيداً عن تفاهاتهم .

البرتو مانقويل رغم عدم إعجابك به وبكتاباته الا انك كتبت عنه لماذا ؟ 

بالعكس تماماً  أنا معجب جداً بما يكتبه وحين أنقد الرجل  فهذا لايعني عدم إعجابي ، تمنيت أن البرتو مانقويل وضح بعض المسائل ، وتمنيت أنه لم يدخل تجربة الرواية ، وكتابه تاريخ القراءة قرأته مرتين وربما أعود له ثالثة أخرى .
لاحظت استخدامك لبعض الكلمات العربية الغير دارجة مثل ( أوعب – وكناشة) هل هو استعراض لبراعتك اللغوية أم للفائدة والتعليم للقارئ ؟ 
هي وردت في النص هكذا  ووضعت لها توضيحاً ليتعرف القارئ  على المعنى ،  وليس استعراضاً ـ بل الهدف الوصول للمعنى بهدوء وبساطة ولكن لابأس من بعض المفرادات التي تثري النص بشرط أن لاتكون وحشية .

كونك معلم هل تشعر عند الكتابة أنك تشرح لطلابك ؟ 

جربت تدريس جميع المراحل الابتدائي والمتوسط والثانوي وتكليف بعض المحاضرات في الجامعة ضمن برنامج الدكتوراه ،  الكتابة لاتمت لذلك بصلة ، الكتابة سفر جميل في عوالم بعيدة ، وقد يصدق السؤال على  بعض النقاط التي تستوجب التوضيح ، ولا عيب في ذلك فالتعليم مهنة الأنبياء ،
قصة الحضارة في اخر الكتاب هل هي تلخيص لأهم العناوين أم هي نقد لكتاب ول ديورانت ؟ 
قرأت هذه الموسوعة ودونت عليها عدد من النقاط وبقيت تلك التدوينات زمناً ، وحين عزمت على إخراج الكتاب وكان من ضمن عناوينه التدوين ، كان من المناسب عرضها كنموذج مفيد وتطبيق عملي قريب . وطبيعتي في القراءة لكتب المستشرقين النظر فيها بحذر فهم يتخمون تاريخنا وحضارتنا بذهول وإعجاب وأحيانا يتخلل ذلك شيء من الخلل

ماالتالي الذي سيبهر حمد به قرائه ؟ 

بدأت قبل سنوات بكتابة موضوع وتوقفت ، ربما يكون نجاح هذا الكتاب مؤذناً بإتمامه وخروجه .
هل سنرى حمد يوماً يكتب الرواية أو القصة أم سيبقى بطريق البحث العلمي ؟ 
كتبت رواية  قبل عشر سنوات أو أكثر وتوقفت  بعد أن دخلت غمار دراسة الماجستير ، وشاء الله  أن تكون أطروحة الماجستير عن الروايات ، فرأيت عدم إكمالها .وتركها على الرف حتى حين .
هل تجذب حمد كتب الخواطر وهل تعتبر كُتاب الخواطر كٌتاب مبدعين أم أن الخاطرة يسهل كتابتها من قبل أي شخص ؟ 
القارئ يمر بفترات ،  يتنقل فيها هوسه وعشقه بين العناوين ، وقد كان للخواطر نصيب من ذلك ومررت بتلك النصوص ، ثم غادرتها ، ولم أعد أجد فيها الدهشة والشغف ، وأتحرج حين يطلب مني أحدهم مراجعة نص له عبارة عن مجموعة من الخواطر .
ختاما ماهي الكلمة التي يوجهها حمد لقراء صحيفة الحدث ؟
اجعل في يومك نصيب لعقلك ، لا تقرأ في مجال واحد ، التنويع يفتح لك آفاق ويوسع المدارك ، ويبعد الملل ، القراءة جنَّة فلا تحرمك برامج التواصل  من الدخول فيها .
مبادروة ملتزمون

‫2 تعليقات

  1. حوار شيِّق جدا..والأسئلة التي طرحت مختارة بعناية..وكأنها كل ما يدور في خواطر المتابعين والقُراء…
    استاذة نغم بصمتكِ ذهبية..
    ارى فيكِ الكاتبة والصحفية والحوارية والمنتقدة والمناقشة
    دمتِ بهذا الفيض الممتع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى