المقالات

ضمائر خرساء

 

بقلم : نغم محمد 

 

نرى في حياتنا الكثير من فئات البشر وكل يوم نتعرف إلى أصناف جديدة ربما لم نألفها يوماً .. إختلاف الشخصيات أمر طبيعي بين البشر فله عوامل كثيرة من تربية وبيئة وتعليم وثقافة .. لكن الإنسانية طبع لا يمكن أن يدرس أو يكتسب بل هي شي خُلق مع الإنسان .. وبالمواقف الإنسانية دائما نوجه خطاباتنا للضمير الإنساني .. الذي دائماً مايوقظ صاحبه من غفلته .. لكن الآن في هذا الزمن بت أرى أصنافاً من الكائنات التي أخجل أن أصنفها ضمن البشر يعيشون بلا أنسانية وبلا ضمير ويتظاهرون بعكس ذلك .. ظلم وسرقة وسهولة قطع الأرزاق لديهم صارت من روتينهم اليومي .. وعندما تجلس معهم للوهلة الأولى و كأنك ترى ملائكة بريئون .. هؤلاء من نطلق عليهم ذوي الشرف .. واقصد هنا الذي يدّعون الشرف والأخلاق الفاضلة .. فتلك الفتاة التي كانت دائماً ماتردد قال الله وقال الرسول .. ظننتها فتاة تعرف معنى الله ومعنى الصدق ومعنى مخافة الله .. وجدتها بعد ذلك سارقة لا تخاف الله بكل تصرفاتها تظلم تعتدي على الغير وتتحدث بأعراض الناس و تسعى لقطع الأرزاق ومن ثم تذرف دموع الطهر والبراءة وتقول لا أقصد هذا ولا أقصد ذاك و أمثالها كُثر فكل يوم أسمع حكايا عن أولئك الأصناف الذين أخجل حتى من تصنيفهم مع الحيوانات أعزكم الله حتى الحيوان مهما كان مفترس فلديه صفة الرحمة و أما هؤلاء المنافقين تباً لهم فهم سبب دمار كثير من المجتمعات يتخفون بستار الدين والدين بريئ من أمثالهم .. حتى في الدين يكون لدى الإنسان ضمير مستيقظ يؤنبه إذا قصر في صلاته يؤنبه إذا ظلم أي كائن أما هؤلاء فأعتقد أن ضمائرهم خرساء أو ربما ليس لديهم ضمائر فكيف يجرؤن على الظلم وكيف يجرؤن على كل تلك الحماقات ؟!! أتعجب فعلاً من وجود كائنات تعيش بلا ضمير ولا إنسانية ويجعلون الدين ستار لهم وهؤلاء أكثر الناس حماقة وأكثرهم ذنوباً .. فالدين لم يفرض عليك التمسك بالعبادات وترك المعاملات فديننا دين الرحمة والإنسانية وربنا هو الرحمن الرحيم و كما قيل ( الدين المعاملة ) الدين بأخلاقك وتعاملك وانسانيتك و الأدهى والأمر أنهم يسيطرون على عقول الكثيرين بإدعائهم الصدق والفضيلة ويجعلون البعض ينجرف وراء كلماتهم و يحقق لهم مبتغاهم .. فكيف يعيش هؤلاء الأوغاد وكيف يستطيعون الخلود إلى فراشهم وهم قد ظلموا وسرقوا ودمروا بيوتاً وفعلوا الكثير من السيئات التي تسيئ للإنسانية ؟ أين ضمائرهم أين عقولهم أين الرحمة التي أنزلها الله على عباده ألم يصلهم منها شي ؟ والمبكي أننا نحكم على الناس من مظاهرهم وعباداتهم ولا نحكم عليهم من دواخلهم .. قد نرى أحياناً أشخاص عاديون جداً لا يتطرقون بحديثهم عن الدين والأخلاق وانما يحترمون خصوصية كل فرد ويحترمون تفكيره ويعيشون بطريقتهم ولا ينتظرون رأي من أحد ونجد من يحكم عليهم بالفساد رغم أن مابينهم وبين الله شي عظيم و أنفسهم ودواخلهم أطهر من الأف ممن يدّعون الفضيلة .. فلذا علينا الآن أن نتجنب ذوي الشرف ولا نحكم على الناس من مظاهرهم الخارجية فلننظر إلى الداخل فالدين أصبح غلاف وستار للحمقى الذين شوهوا صورته بتصرفاتهم وضمائرهم الخرساء .

مبادروة ملتزمون

‫3 تعليقات

  1. مقال من صميم معاناتنا مع هؤلاء الذين أطلق عليهم المتأسلمون لأن تصرفاتهم لاتمد لاقوالهم بشيء..وهم كثيرون..هنا وضعت النقط على الحروف..فهذهِ الفئة من الناس لاخير فيها..ولايرتجى منهم أمر فيه خير للعباد والبلاد..مقالك يزيح اللثام عنهم ويكشف الكثير..فمن منا لايعاني من هكذا أناس..اتمنى لو أن كلماتكِ تصل إليهم وتوقظ تلك الظمائر التي اسميتها كما يصح انها فعلا خرساء..ولكن يخطر في بالي تلك المقولة اسمعت لو ناديت حياً..ولكن لا حياة لمن تنادي.
    دمتِ ألقاً في رحاب التميز أستاذة نغم

  2. أصبح هذا الزمان يتفجر بهذه الشخصية التي ارتدت الدين قناعا وهي في أصلها ألف شيطان
    الإنسانية تجردت من معناها لدى بعض البشر ومن أفعالها وأوقوالها لذى علينا ألا نرفع سقف آمالنا في اي انسان ونتحرس قدر المستطاع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى