المقالات

يوميات مخبرجية مع أطفال الطبقة الاستقراطية

بقلم : رنيم قاسم 

في بعض الأحيان يكون دلال الوالدين المفرط لأبناءهم بلاءً عظيمًا لنا.
فحين يمرض الطفل يأتون به للطبيب، فيطلب التحاليل الضرورية وهنا يبدأ الوالدين بإلقاء خوفهم المزيف على أبناءهم، والطفل ذكي جدًا يقلب الأمر دوما في مصلحته .
دعوني أخبركم موقفًا من أصعب المواقف التي تمثل ذاك الدلع.

في يومي المخبري العادي كأي يوم، أثناء قرب نهاية دوامي جائني طفلٌ من طبيبة الأطفال، وأحمد الله أنني لم أصبح طبيبة أطفال لكرهت تخصصي من تلك الطبيبة -سفاحة الأطفال- أحببت الطفل بسبب طبيبة أطفال وكرهته بسبب أخرى بنفس التخصص
اختلاف أرواح وبعضهم ليس في مكانه فحسب.
المهم تلك الطبيبة
طلبت له العديد من الفحوصات
وبدأ بالصراخ والنويح قبل الدخول وحين الجلوس، إلى هنا أستطيع السيطرة بإستخدام حركة المصارع في تثبيت يد ضحيته وإسقاطه أرضًا مهزومًا.

لكن لكل عدوٍ حيلة وعدويَّ الصغير جعل عصارة معدتهِ تخرج ولم يستطع التنفس وبدأ بتداعي الموت وهو يلعق تلك الحلوى، هنا فقدتُ أعصابي وأمرت بإنزاله لسرير الطوارئ؛ لتلقي العقاب وتمدد على السرير وهو يثير بِحِيَلِهِ المُرعبة قلبَ والديه والتمريض وقلبي

وأنا في عقلي الآلاف من  الدعوات على تلك السفاحة وعلى صبري الذي انفجر، ومرارتي التي فُقدت، وأعصابي التي تُلِفَتْ.

أخذت مالزم من دمائه الملكية، ولا دماء سحلية
ولم أر وجهه إلى الآن.

…لذا
إلى كل إمرأة لديها أطفال، وكل إمرأة سترزق بأطفال، وكل أنثى تود أن يكون لديها أطفال.

أرجوا من مرهفي القلب على أولادكم، يامدللين، يامرتعبين
إن كنتم تملكون هذه الصفات وأضفتم صفة تهديدٍ عالمية :
(لاتفعل كذا وإلا أحضرت الإبرة) ????

أسلوب التهديد الذي أرانا الوعيد.

أو كنتم من ذوات الطبقة الاستقراطية، والأساليب الكلامية، والمعاملة الشفهية، والصوت المنخفض. تخافون على صغيركم من نسمة الهواء العليل
حتى يصبح ذاك الصغير مدللًا حتى الوريد وإلى أن يكبر ويشيب.

فأرجوكم لاتحضروا، أنتم وأطفالكم حين تمرضون وتمرون عندي في مختبري الوقور

حتى لا أقابل ذاك الدلال المترف والصراخ المولد وأساليب الخداع والمكر والهرب، لعلمك طفلك ذكي وانت في النوم غافلة.
لذا رجاءً يا أمهات المستقبل وأباء الغد المشرق، استخدموا أسلوبَ تشجيعٍ جميل بدل تهديداتكم النيرة، فالإبرة ليست عدوا يؤذيك بقدر ماهي جرح يداويك.و

تربية الأطفال رقي وليست تهويل .

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى