المقالات

عاشق الأصفاد

مشاري الوسمي

التقينا بعد طول غياب، كنتُ قد عشت بعدها عُمرين فوق عمري ما طال غيابها سوى بضعة أيام..لكن السنين و الأيام في بُعدها ليست كما يحسبها الأقوام ..

تلك محبوبتي، تغنى بها الحُب و العاشقين منذ سالف الأعوام.. جميلتي طلعت ببابي و كأنني السقيم الذي طال به الوجع، استأصلُ داخله جذور الفرح، ذاق ويلات الليالي الباردة و فقد دفئ الأحباب.. تلامست كفوف المُعذبين في الهوى طويلًا، دارَ بينهم حديث أعمى الأدب و أخرس الاحترام.. فما أنا إلا عاشقًا خرَ ساجدًا لله مطولًا، لعله يغفر زلات الهوى وما لا تطيق القلوب و تعتصر به الأجساد.. التقت أعيننا و كأننا مواليد الضحى فما أبصرنا النور إلا حين تلاقينا، تعانقنا سنين حتى توقفت أرضنا عن الدوران و شهقت أنفاسنا آخرها .. تعالى صوت نبضات القلوب حتى أسكت كل الأصوات حولنا، غرقنا في بحر الهوى ونحنُ عطشى فسقانا رب الهوى لقاءً دونَ موعدٍ..

رفقًا ولطفًا بقلوبٍ ماتت منفطرة من السهد و الظمأ .. طال بنا الموقف، طافت حولنا نجوم الليل و مصابيح الغرام.. فما استنشقت سوى عبيرها، ممزوجًا برائحة المطر و ألوان السحاب، تطايرت خصلات شعرها فسترت ما كشفته نظراتنا و غاب عن أنظار البشر.. تلك تفاصيل يوم سقط من حسابات الزمن فصار أملًا بأن يدوم ما بقى من العمر.. لكنها رحلت وأخذت معها ملامحي، عنفواني و بقايا رجل.. لله أدعو أن يمد في عمري إلى أن تعود ثانية وأعيش معها لحظاتي أو تكون طيفًا يلازمني فما عدتُ أقوى بُعدها..

هي كالهواءِ اتنفسه أو نصفًا يكملني.. فأنا ناقصٌ، تائهٌ و حائرٌ دونها .. هي منارة العشق الأوحد، أيقونة الوجد والهوى..مكبل أنا بها وقد عشقت معها الأغلال والأصفاد، بتُ أسير ذكراها ، فقير موعدها و راجيًا طرفُ لقاء..

دمتم محبين بلذة العشق هانئين..

مبادروة ملتزمون

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى