المقالات

قيثارة أمل

مشاري الوسمي

أتؤمنون مثلي بالتغيير الذي لا يسبقه مقدمات !!. فهو شبيه بإستيقاظك من منامك عازمًا على عدم تكرار ما كنت تفعل .. فمثلًا حين فتحت عيناك قررت أنك لن تسلك نفس الطريق، لن تشرب نفس نوع القهوة أو أنك لن تعامل كل البشر بنفس الطريقة والأسلوب..

دائمًا وأبدًا سأكون على يقين أن الخير في كل الناس إلا من أَبَى.. احترامي لذاتي و للآخرين ليس مصدر إلهام بأنني ضعيف المواجهة وقليل الحيلة.. لكنه ظاهر للعيان بأنني أُقدر نفسي و أنحني احترامًا و فخرًا لذاتي.. لكن حين يقرر الواقف أمامي تجريدي من هذا الاحترام متعمدًا ضاغطًا على كبريائي دون إهتمام أو لا مبالاة هنا يصبح التغيير مطلب، المواجهة مبارزة دون أسلحة، لن اكشر عن أنيابي لأبرز قوتي فقط.. لكنني سأجرد حتى تعابير وجهي عن ملامحها وأصبح مرآة لك ترى بانعكاسي كل ما حفرته و بذرته ليصبح أشجارًا تخنقك، أشواكًا تؤرق مضجعك، سلاسلًا تكبل كلماتك فتزحف و تتعثر قبل أن تتفوه بها..

ذلك التغيير ليس نتاج اليوم أو الغد.. بل تراكمات طويلة المدى تراصفت فوق بعضها وكنت أحاول مرارًا وتكرارًا أن أخنقها وأمسح كل أثر لها.. لكن هناك من يحاربك حتى في أعماقك و يبني ما كنت تهدم، فهذه العلاقات تأخذ من أيامي وكأنها سنين تأخذ سنيني وكأنها عصور .. لا أعلم ما الذي تجنيه هذه الفئة من البشر من تلك الممارسات النتنة !!.. هل هم أصحاب فكر ثابت وإيمان راسخ بأن السيادة والتمركز تكون بهدم ذات الآخرين ومحاولة تشويه جوهرهم وإخراجهم لمرحلة فقد السيطرة حتى يظهروا السيِّئ من دواخلهم فيشيروا بالبنان عليهم ثم يقولوا هؤلاء المصطنعون الأنقياء ظهروا على حقيقتهم وأخرجوا ما في سرائرهم ونحن الحق وهم الباطل ؟!!! كثير من التساؤلات تراودني هل حقًا هناك طرق لتفادي هذا الاصطدام المقيت الذي يسلب مني جمال روحي، صفاء فؤادي، تجلي فكري و سمو أمنياتي ..

لكن حين يهدأ البحر الهائج بداخلي، ترسوا مشاعري على مرفأ الأمان، أعود فأنصت لتلك القيثارة الحالمة التي تعزف بين أضلعي لحن الأمل.. أرفع رأسي من جديد، أنظر في وجوه الناس فأقرأ فيها الخير، الحُب و السلام .. فهم خلفاء الله على الأرض و ظني فيهم جميل حتى لو يثبت العكس..

دمتم و دامت أرواحكم الجميلة ، دامَ النقاء والصفاء وصفكم و شيمكم..

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى