الصحة

التشكيك

 

بقلم : رنيم قاسم

إن أكثر الأمور إزعاجًا، أن يشك الطبيب والمريض في صحة عملي، بل وأن يشكك الطبيب المريض بنا….
لذا عزيزي القارىء واعذر مني نبرة الغضب فلو أنت مكاني لتصرفت ذات التصرف.

أنت كمريض قادم إلى المختبر لإجراء فحوصات، نتيجة إهمالك لصحتك وذهبت لطبيب شكك في كفاءة المختبر، ثم يخبرك طبيبك المبجل أنه قد تم إجراء الفحص بصورة خاطئة ( طبعا هذا أمر اعتدت عليه ) أن يشكك الطبيب في عمل المختبر فهذا يوضح مدى مصداقيته .

لكنها كانت أول تهمةٍ في حقي كمخبرية ، طُلب أن يؤخذ من المريض عينة أخرى لترسل لمختبر آخر حتى نسكت المريض بعد تشكيكه بالنتيجة ويخبره مدير المختبر لخاطره العظيم، ستخرج نتائجه في وقت أسرع من المعتاد ويصنع لنفسه هالة العظمة-مدير المختبر- ثم ينتهي دوامه في اليوم التالي ويأتي المريض بالموعد المحدد له، ويسألني فأجيبه أن ينتظر قليلا حيث أن النتائج لم ترسل لي وأرسل الرسائل ولايتم الإجابة على اتصالي ويشتاط المريض علي ويرفع صوته وأنا ممسكة لأعصابي وأتحدث بهدوء لكن حين تأتي النتيجة من الفرع الآخر وتكون نفس نتيجة مختبري بلا أي اختلافات. أعطيت للمريض نتيجته، حتى أهدئ من غضبه قليلا وزميلي في العمل يصرخ علي قائلا ألا أعطيه لها حتى يتم ارسال النتيجة الأخرى كاملة وأخبره أنها نفسها نفسها لاشئ متغير بها ويكون خائفا من رد فعل الطبيب، ومن افتعاله مشكلة ما ويزيد من رفع صوته
هنا….
توقف، وتوقفوا جميعكم…
إن أكثر مايجعل النار تزداد لهيبا فيني هو عدم التقدير والصراخ والاستغباء
نحن نريد حل مشكلة لا أن نزيدها سوءً.

بالنسبة لمن يقرأ كلامي الآن مريضا كنت أم مخبريا، إن رفع الصوت على الطرف على الآخر والذي يحاول تفادي وقوع مشكلة وعدم تصاعدها من أسوأ الأساليب المتبعة
نحن لسنا بصغار الجسد ولا العقل حتى نستخدم أسلوب الصراخ والعصبية

لاذنب لي إن كنت مريضا مهملا لصحتك ….
ولاذنب لي إن كان طبيبك غافلًا عن معلومةٍ ما…
ولا ذنب لي إن لم تتعلم الصبر واقتباس الأعذار
والتحدث بصوت هادئ بعيد عن الصراخ
بل تحكم في غضبك مهما وصل الحد لمرضك؛ فأنت المتهم الوحيد لما يحصل معك فلا تلق باللوم علينا
وفي نهاية الأمر
إن لم يملك الطبيب الثقة، ومدير المختبر الثقة في أنفسهم
فسيتمادى كل من هب ودب من كل صوب .

كل ما أقوله: ( لا تشعلوا نار المريض ونار المختبر )

مبادروة ملتزمون

‫2 تعليقات

  1. المريض على حق لأن ليس عنده خبر عن سبب مرضه
    لا مظلمة في الطب لأن الطبيب درس ليصبح دكتوراً وهو يعلم بإنفعلات المرضى..
    شكراً يا دكتورة لإنك ساطي الضوء لهذا الموضوع

  2. المريض على حق لأن ليس عنده خبر عن سبب مرضه.
    و الدكتور درس طب ليصبح رحمة لمن يشكو ألمه.
    مع التفاهم تأتي السلامه..
    شكراً يا دكتورة لإنك سلطي الضوء لهذا الموضوع..
    متابع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى