الإعلامي عبدالعزيز قاسم

بل هي ثورات على فكر ولاية الفقيه

الكاتب : عبدالعزيز قاسم
اعلامي وكاتب سعودي

1- أتابع بكثير من الغبطة المظاهرات التي تحدث اليوم في إيران، عبر قناة العربية المتألقة في تغطيتها الدقيقة لتلكم المظاهرات، وأتساءل: هل فعلا، أن هؤلاء الإيرانيين خرجوا، وسدّوا الطرق في المدن الإيرانية بسبب رفع سعر البنزين فقط؟

2- وأعيد تكبير الدائرة، لأصل لمظاهرات العراق ولبنان، وتزامن هاته المظاهرات في ذات الوقت، لأكرر السؤال: هل السبب مجرد رسوم على الواتس آب في لبنان أو الفساد في العراق، كي تنطلق هاته الجماهير بلا توقف، رغم استخدام العنف ضدها؟

3- بالتأكيد غير صحيح أن هذه الأسباب فقط هي وراء المظاهرات، وإنما كل هذه الأسباب هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وإلا فهي تراكمات أربعين عاما من الدسائس والمكر الصفوي، واستبداد الذهنية الثيوقراطية الإيرانية في إيران، وفي عموم المنطقة العربية التي اخترمتها بالطول والعرض.

4- سألت صديقا عراقيا مطلعا حول ما يحصل في إيران، فأجابني بأن المتظاهرين الإيرانيين، وبحسب شعاراتهم في التظاهرات وتصريحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي يحتجون بأن السلطة بددت ثروة البلاد في دعم حركات متمردة، وميليشيات في اليمن والعراق ولبنان وسوريا، ثم تطالب من الشعب دفع أموال إضافية لأسعار الوقود.

5- يتحدث ويكتب الكثيرون من محللينا السعوديين في الشأن الإيراني، وأجزم بأن الزميل الكاتب محمد آل الشيخ ربما كان الأبرز والأفضل ممن عرف النفسية الإيرانية المستبدة، وتغلغل عميقاً في فكر الملالي، وأجدني متوافقاً معه في كثير مما طرح حيال إيران سابقاً ولاحقاً.

6- الزميل محمد آل الشيخ غرّد قبل أيام في تويتر بقوله:
“نحن هذه الأيام نعيش في بداية زمن أفول عصر ولاية الفقيه الصفوي الإيراني وانتصار التشيّع العربي”. من يقرأ الشعارات التي رفعها المتظاهرون في العراق، وجلّهم شيعة؛ سيبصم موافقاً على رأي الزميل.

7- ربما اللافتة الشهيرة التي رفعها متظاهرو العراق، تؤكد هذا الرأي: “بغداد حرة حرة.. إيران برة برة”.”لا سنة ولا شيعة .. عراقنا واحد”. بل هناك مئات من المقاطع التي يرددها الشباب العراقيون في ساحة التحرير ببغداد، تقول بطرد الإيرانيين وعملائهم، وأنهم أنفوا وضجروا من هيمنة إيران.

8- أفرح حقيقة مما يحدث في إيران اليوم، وقلت لصديق لي بأن التوجّه لرأس الأفعى يقتل كل الأذناب التي نشأت، سواء الحوثي في اليمن أو حزب الله في لبنان، أو الحشد الشعبي في العراق ونظام الأسد في سوريا. سيتساقطون تباعاً ويتهاوون إلى مزبلة ومحرقة التاريخ.

9- كل هذه الثورات التي تحدث اليوم في لبنان والعراق وإيران؛ في صميمها الثورة على نظام ولاية الفقيه، بل على الفكر الثيوقراطي الديني برمته. العالم تغيّر بالكامل، ووسائل التواصل الاجتماعي جعلت أجيال الشباب منفتحة على ثقافات العالم، وملتحمة معها، وعرفت حقوقها وباتت تطالب بها.

10- ربما تُقمع هذه المظاهرات بالعنف، وحصل ذلك في إيران العام الماضي، ولكنها بالتأكيد لن تخمد، فسيظل أوار الثورة ضد حكم الملالي، والفكر الثيوقراطي عموماً، حاضراً في وجدان هؤلاء الشباب، وسترون أن الثورة ستعود وتعود حتى يترك آخر معمّم السياسة، وينصرف للمسجد والحسينية.

11- 11) إنه ظرفٌ مواتٍ لإخوتنا الشيعة العروبيين في عراق الرافدين، ولعموم الشيعة في كل المنطقة العربية؛ بالبراءة من فكر ولاية الفقيه، والتخلص منه، وإيقاف هذه الشعوبية التي يعاملهم بها ملالي إيران. واثقٌ أن الشيعة العروبيين قادمون، والثورة على ولاية الفقيه بدأت.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى