الصحة

يوميات مخبرجية.. أثر مريض

بقلم : رنيم قاسم 

 

نعم أنت عزيزي المريض، قلمي سيكتب لك ويومي بك ومشاعري عنك
كيف تترك أثرًا في موظفي المختبر من خلال ( كلمة) .
وكم من كلمة تركت أثرًا عظيمًا في ذواتنا، بل وقلبت مزاجنا مئة وثمانون درجة.
كيف ذلك ؟!
انظر بعيننا واسمع لبوحنا عنك ….

صادفت كافة أنواع المرضى بكل ما تعنيه الكلمة
ومنهم من سوء تصرفاتهم مايجعلني أغضب
ومنهم مايجعلني أتصرف كقائدٍ في الجيش
ومنهم من يرسم البسمة في روحي وقلبي
ومنهم الذي يجعلني أساعده بقدر استطاعتي

فلنبدأ بكبار السن لما لهم من وقار واحترام

جائتني ذات يوم مريضة جميلة بل من أجمل كبار السن، من أولئك الذين يتميزون بروحهم الخفيفة، ونفسهم الطيبة التي حينما تأتي في أي مكان تطل البسمة وتزدان .

تلك السيدة من أجمل المرضى الذين رأيتهم في أي مكان ابتسم لها حباً وجمالاً لما تحتويه من براءة الطفولة وأحاديث كبيرات السن.
مدت يدها مصافحة لي قائلة: ماهو اسمك؟!
فقلت: رنيم
جلست على كرسي السحب وهي تقول: ( لاتسحبي لي دمًا كثيرًا، لايوجد فيني أي دم من الأساس، لا أنام ليلاً ويصيبني الدوار طوال الوقت …) ثم فجاءة صمتت ونظرت لي وقالت : ما هو اسمك جميلتي ؟
قلت : رنيم
قالت : رنيم الله يحفظك ويسعدك أنا أعرفك منذ المرة السابقة
قلت لها : نعم لا أنساكي

ثم قالت وهي تطبطب على يدي : أنا أخاف من الإبرة، ليس هناك أي مخدر ؟
قلت لها: الآن هناك مسحة صغيرة حين امسح لك لن تشعري بأي ألم، تلك المسحة هي المخدر (يارب سامحني ع الكذبة) بيني وبين نفسي ..
في خلال الدقائق القليلة التي سحبت لها عينتها عرفت حياتها بأكملها، وابناءها، وأحفادها
لو بقيت قليلا لعرفت العروسة ومهرها.
كم هي جميلة، ولن أقابل يوما مثلها، هناك كبار بالسن بلسان مؤلم جارح وهناك من يغادروننا بعذب الكلام، وأجمل الأدعية، وبحنان الأهل والأحبة .
يبتسمون دومًا
أسال الله العظيم أن يشفيها ويعافيها ويحفظ روحها الطاهرة فما عدت أراها ….

وللحديث بقية عنك عزيزي المريض
يتبع……

مبادروة ملتزمون

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى