الدولية

#تركيا ترحل شقيقتين بلجيكيتين من «داعش»

واصلت السلطات التركية ترحيل مقاتلي وعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي الموقوفين لديها إلى بلدانهم الأصلية. وقالت وزارة الداخلية التركية، في بيان، إنه تم ترحيل امرأتين من عناصر تنظيم «داعش» الأجانب إلى بلجيكا مساء أول من أمس الجمعة، مؤكدة استمرار إجراءات ترحيل عناصر التنظيم الأجانب الآخرين.

وكانت فاطمة بن مزيان، البالغة من العمر 24 عاما، قد فرت من مخيم عين عيسى، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي خلال عملية نبع السلام العسكرية التركية، وتمكنت من دخول الأراضي التركية بمساعدة مهربين، وألقي القبض عليها بمجرد وصولها إلى مدينة كليس التركية على الحدود مع سوريا، أما شقيقتها «رحمة»، البالغة 31 عاما، فتمكنت بدورها من الفرار من مخيم الهول، خلال الهجوم التركي على شمال شرقي سوريا، ثم وقعت في قبضة السلطات التركية. وأعلنت السلطات البلجيكية اعتقال المواطنتين فور وصولهما إلى العاصمة بروكسل قادمتين من تركيا.

وقالت النيابة العامة الفيدرالية في بلجيكا، في بيان، إن الشقيقتين «فاطمة» و«رحمة» وصلتا إلى مطار بروكسل على متن رحلة مجدولة؛ حيث قام مكتب مكافحة الإرهاب في الشرطة الفيدرالية باعتقالهما ونقلهما إلى سجن في مدينة أنفرس. وأضافت أن محكمة في أنفرس أصدرت، في وقت سابق، حكما بسجن فاطمة ورحمة 5 أعوام بتهمة المشاركة في أنشطة تنظيم «داعش».

وبدأت السلطات التركية، في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ترحيل مقاتلي «داعش» الإرهابي الأجانب المحتجزين لديها إلى بلدانهم الأصلية. وجرى منذ ذلك الوقت ترحيل أميركي وبريطاني ودنماركي و9 ألمانيين و11 فرنسياً. والثلاثاء الماضي قالت مديرية أمن أضنة (جنوب تركيا) إنه تم توقيف مواطنة فرنسية تدعى «أنيسة. ل» على خلفية محاولتها الالتحاق بصفوف تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، مشيرة إلى أنها قدِمت إلى إسطنبول عبر رحلة جوية، ومن ثم انتقلت إلى أضنة بواسطة حافلة، وتم القبض عليها للاشتباه في محاولتها العبور إلى سوريا بطريقة غير مشروعة، وقامت السلطات التركية بإعادتها إلى فرنسا بعد إتمام الإجراءات القانونية بحقها.

وتعتزم سلطات تركيا ترحيل 11 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي إلى فرنسا خلال الأيام القليلة المقبلة في إطار عملية انطلقت مؤخرا لإعادة مقاتلي التنظيم الأجانب الموقوفين لدى تركيا إلى بلدانهم الأصلية. وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الخميس الماضي، إن بلاده ستمضي قدما في إعادة معتقلي «داعش» إلى بلدانهم التي جاؤوا منها للقتال في سوريا والعراق خلال السنوات الماضية.

وأعلن الرئيس رجب طيب إردوغان، أن أكثر من 1150 عنصراً من عناصر «داعش» محبوسون في سجون تركيا. كما تحتجز القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال سوريا 287 من عناصر التنظيم الذين فرّوا في أثناء عملية «نبع السلام» العسكرية التركية التي استهدفت المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا الشهر الماضي.

وقال صويلو إن بلاده ستنتهي من إعادة غالبية المحتجزين لديها من عناصر «داعش» إلى بلادهم بحلول نهاية العام الحالي، وإن عدد المحتجزين الذين سيجري ترحيلهم بحلول نهاية العام يتوقف على المدة التي ستستغرقها العملية، لكن بالنسبة لأوروبا تحديداً، فالعملية جارية.

وبحسب ما ذكرت مصادر بوزارة الداخلية، تم الانتهاء من إجراءات تحديد جنسيات المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين ألقي القبض عليهم في سوريا خلال عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شرق الفرات في أكتوبر الماضي، وتم التوصل إلى نتائج بنسبة 90 في المائة من المقابلات المفصلة مع هؤلاء، وتم إجراء الاتصالات اللازمة مع البلدان المعنية.

في سياق متصل، قررت محكمة في ولاية قيصري (وسط تركيا) حبس 3 مشتبهين يحملون الجنسية السورية بتهمة الانتماء إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.

وألقت قوات مكافحة الإرهاب في قيصري القبض على السوريين الثلاثة أول من أمس بتهمة المشاركة في أنشطة تنظيم «داعش»، وأحيلوا إلى النيابة العامة، التي أحالتهم بدورها إلى المحكمة التي قررت حبسهم.

وفي ولاية غازي عنتاب، جنوب تركيا قررت السلطات حبس امرأتين على ذمة التحقيق بتهمة الانتماء إلى تنظيم «داعش».

وقالت النيابة العامة في غازي عنتاب، في بيان، إنه تم توقيف امرأتين شمال سوريا وجرى نقلهما إلى الولاية وإحالتهما إلى السلطات القضائية التي أمرت بحبسهما.

على صعيد آخر، استمعت محكمة بالعاصمة التركية أنقرة، للمرة الأولى، إلى شاهد في قضية اغتيال السفير الروسي السابق لدى تركيا، أندريه كارلوف. وتحدث الشاهد، وهو المحامي سركان أوزكان، عن طبيعة الظروف والعلاقة التي ربطته مع القاتل، مولود مارت التنطاش، الذي كان يستأجر غرفة في الشقة ذاتها التي كان يقيم فيها. وأفاد الشاهد، خلال الجلسة التي عقدت أول من أمس، بأن التنطاش قال له إن حالته المالية حرجة، وقرر المحامي مساعدته بتأجيره الغرفة له، بدوافع إنسانية ومن باب كرم الضيافة، مشيرا إلى أن التنطاش جاء إليه ومعه ثلاث حقائب تضم كثيرا من الكتب. ثم بدأ يذهب إلى عمله كالمعتاد. «وفي أواسط ديسمبر (كانون الأول) (2016) سافرت إلى إسطنبول، واتصل مولود بي هاتفيا، وقال لي إنه يريد لقاء فتاته في 20 ديسمبر، وطلب مني أن أجد له بدلة وأحضرها إليه بأسرع ما يمكن… وبالفعل اشتريت له البدلة لكنه لم يرد لي المبلغ الذي أنفقته. وفي الواقع، كانت الجريمة قد ارتكبت في ذاك الوقت وقتل مولود».

وأوضح أوزكان أنه علم عن اغتيال السفير الروسي من نشرات الأخبار وكان مصدوما بهذا النبأ. وتابع: «ذهبت إلى الصراف الآلي لسحب النقود وما إن رأيت صورة القاتل في نشرة إخبارية على شاشة هاتفي النقال حتى شعرت بوهن شديد في ساقيّ، بل وحتى نسيت أن أسحب نقودي».

وكشف الشاهد أنه حضر إلى قسم الشرطة ليعترف بأن قاتل السفير الروسي سكن في شقته لمدة شهر ونصف. وأكد أوزكان أنه يشعر بأسف لأنه فتح أبواب بيته أمام المجرم، لكنه أشار إلى أن «المبادئ الإنسانية تدفعني إلى مساعدة الآخرين».

وكان السفير الروسي لدى أنقرة، أندريه كاروف، اغتيل في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2016، أثناء افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية في العاصمة التركية. وأفادت السلطات التركية بأن مرتكب الجريمة هو الشرطي مولود مارت التنطاش، الذي تمت تصفيته برصاص عناصر الأمن.

وجرى توجيه الاتهامات إلى 28 مشتبها بهم، بمن فيهم الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999 والذي تتهمه السلطات بأنه مدبر محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو (تموز) 2016. وتقول السلطات التركية إن قاتل السفير الروسي كان ينتمي إلى حركة الخدمة التابعة لغولن. وقالت النيابة العامة التركية إن جريمة اغتيال السفير الروسي كانت «عملا استفزازيا يستهدف العلاقات بين تركيا وروسيا». وبدأت المحاكمة في قضية اغتيال أندريه كارلوف في 2 يناير (كانون الثاني) الماضي، وخلال الجلسات الأولى للمحكمة، رفض جميع المتهمين التهم الموجهة إليهم ونفوا أي ضلوع لهم في ارتكاب الجريمة.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى