الحدث الثقافي

#حلمت_أني_حلمت

بقلم : طلال عبدالرحيم 

حلمت أني أستيقظ في قرية
صغيرة وسط الريف
تعداد سكانها لا يتجاوز الخمسة آلاف
وأنام في غرفة سقفها من العش
وجدرانها من الطين المتهالكة
والخنفس يختبئ تحت الأمتعة
يبحث عن الأمان والدفئ
وجدت شاربي طويل وذقني مشعترة
وسجائري من ارذل الأنواع
خرجت إلا دورت المياه
لا شطاف ولا كرسي ولا ماء دافئ
لم أستطع أن أستحم، ،
فرشاة الأسنان يبدو عليها أنها قديمة
الصابون لا رائحة له .
خرجت لبست ذلك الرداء العجيب
من شروال كبير وقميص فضفاض
لم أجد قهوتي التي أعتدت عليها
فهنا لا كوفي استار ولا بارنيز
سوا حليب دافئ بالشاي على حطب مشتعل
والماء الذي أشربه من الأرض
طعمه مالح لا يستساغ
خرجت التقي بالناس
وجدتهم على نفس ما كانو عليه
وكل يوم نفس اللباس والطواقي
ويتحدثون عن الزراعة وجدولة الماء
وخصوماتهم فيما بينهم
فهم يتقاتلون على يختر من الأرض ،،
أردت أن أذهب إلى السوق
وجدت الأسواق مكتظة بالرجال
لا عنصر نسائي بينهم، ،،
المحلات لا تدعو إلا أن أقتني شيئاً منها
وجدت في الركن البعيد هناك مقهى
ذهبت وأتاني الصبي بالشاي الساخن ورحب بي ،،
فالمكان لا يدعو إلى الرفاهية يعم الصمت فيه
والكل ملتزم النظرات فقط مع فتل الشارب ،،
ورأيت العجوز نفسها هي كل يوم تأتيني
وتطلب المال تخاطبني بعينيها انت لا تنتمي لهذا المكان
أتاني صديقي ودعاني إلى بيته
ذهبنا لكي نسمر هناك
يجتمع الشباب من أجل أن يشعلو الحطب
ويشربو النبيذ وسجائر الحشيش
والقهقهات تعلو باصواتهم فرحين
ويتحدث أحدهم أنه يعشق فتاة
وأنه لن يربح حتى يتزوجها
فهي تعمل في الأرض تحرث مع ابيها وامها
وأن أباه يمنعه منها لأنها ليست من نفس القبيلة ،،،
شعرت بضيق في صدري
ومع مرور الوقت عم الظلام
وعند الغروب قام الجميع لكي يهمو إلى بيوتهم
فالجميع يخشى الليل من اللصوص
إنها غابة لا رحمة فيها ،
تذكرت قصة الفهد عندما يحل الليل
يخرج للعشاء من الماشية، ،
عدت إلى البيت جلست وحيداً
لا كهرباء ولا أبراج
أخرجت من تحت لحافي قلم ودفتر
وكتبت ما كتبته الأن
وهكذا حتى غلبني النعاس، ،،،،،

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى