الدولية

خبير ألماني: الطوائف المسيحية في سوريا تتعرض للتدمير

ذكر خبير ألماني في الشؤون الدينية، أن الطوائف المسيحية في سوريا تتعرض للتدمير على نحو شامل، ومستمر منذ اندلاع الحرب الأهلية هناك قبل حوالي 9 أعوام.

وقال منسق حوار الأديان الدولي في مؤسسة “كونراد أديناور” الألمانية، أوتمار أورينج، إن التقديرات تشير إلى أن هناك أكثر من 700 ألف مسيحي في سوريا من إجمالي نحو 1.2 مليون مسيحي فروا من البلاد، وأضاف: “هؤلاء خسرتهم سوريا، فهم لن يعودوا إليها”.
وبحسب التقديرات، كانت تشكل الأقلية المسيحية في سوريا قبل اندلاع الحرب الأهلية في مارس (آذار) عام 2011 ما يتراوح بين 4 و7% من إجمالي عدد السكان.
وبدأت الحرب الأهلية باحتجاجات ضد الحكومة، والتي تصدت لها قوات الأمن بعنف في ذلك الحين.
وبحسب بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، هناك حالياً أكثر من 12 مليون نازح سوري، فر نحو نصفهم خارج البلاد. وتمكن أنصار الرئيس السوري بشار الأسد من فرض سيطرتهم على المزيد من المناطق خلال هذا العام، ليسيطروا بذلك على نحو ثلثي مساحة البلاد.
وتمثل منطقة إدلب المعقل الأخير للمتمردين، حيث تسيطر عليها مليشيات هيئة تحرير الشام المقربة من تنظيم القاعدة. وتعرضت أجزاء كبيرة من البلاد للتدمير، ولا تتوفر الأموال اللازمة لإعادة الإعمار.
وذكر أورينج أن العقبة الكبرى أمام العودة لا تزال غياب الأمن، وقال: “من يرغب في العودة يريد أن يتمكن من إعادة إعمار ما تم تدميره، حتى يمكنه أن يعيش هناك… لكن لا يزال هذا أمر غير ممكن في كثير من الأماكن”.
وأشار أورينج إلى أن الموارد المالية نضبت في الغالب أيضا عقب 9 أعوام من الحرب الأهلية، موضحاً أن المسيحيين لديهم مخاوف من الاضطرار إلى العيش في المناطق التي سيطر عليها الإسلاميون سابقاً مع مسلمين قاموا بمطاردتهم منها في السابق.
وبحسب أورينج، ينظر قطاع كبير من المسيحيين في المقابل للعيش في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية على نحو إيجابي، لكن لا يزال هناك دمار كبير ومخاوف من التعرض لعنف جديد، موضحا أن المسيحيين بإمكانهم تحت سيادة الأسد ممارسة أعمالهم “بدون عوائق”، “شريطة الوفاء التام والامتناع الكامل عن الممارسة السياسية”، وقال: “هذا أمر يصعب علينا فهمه، لأن الأمر يتعلق بنظام قاتل، لكن المسيحيين لديهم معه تجارب جيدة”.
وينظر أورينج بانتقاد لمساعدات إعادة إعمار محتملة من الغرب لحكومة الأسد، حيث قال: “معارضة ذلك تأتي من الرغبة في عدم دعم نظام مثل هذا، حتى بطريق غير مباشر”، مضيفاً أنه حتى السوريين الفارين لن يعودوا إلى بلادهم حال تم تقديم مثل هذه المساعدات، وقال: “لا يوجد أمل حيثما لا يوجد أمن”.
تجدر الإشارة إلى أن أورينج عمل على مدار 30 عاماً تقريباً لصالح منظمة “ميسيو” الكاثوليكية التبشيرية الدولية، وشغل خلال ذلك منصب مدير الوحدة المختصة بشؤون أفريقيا والشرق الأوسط.
وبعد ذلك ترأس أورينج مكتب مؤسسة “كونراد أديناور” في الأردن. ومنذ عام 2016، يشغل أورينج منصب منسق للحوار الديني الدولي في المؤسسة.
مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى