المقالات

خائناً بالدرجةِ الأولى!

 

مودة المحمدي – مكة

أتمنى أن يشابهني أحدٌ ما في حالتي هذه
أتمنّى أن لا أبقى متفردةٌ بها لأنّ ذلك مؤلم للغاية!
أنا لا أتمنى وجودَ نزاع الألم في قلب أحدهم ولكنّي تائهٌ وسط الطّريق ولا أجد مُرشد!
أنا لا أبحثُ عن الفلاسفةِ والعلماء أنا أبحثُ عن خائض تجربة!
وحيدةٌ تريدُ اللجوءَ الى الاستشارة و صبورةٌ وبالكادٍ صبرها بدأتْ تعلوا مراسمُ عزاءه !
أخبروني من منكم وقعَ بالحبّ بعد فواتِ الاوان؟
أخبروني من منكم ألقى بنفسهِ الى هاويةٍ ليس لها قاع؟
أخبروني هل كلمة أحببتُ بعد فواتِ الاوان صحيحة أم أنّ الحبّ ليس لديه مؤقتٌ ولا ونهاية؟
هل الحبّ أن أحبّك وأنت وحدك وأن لا يحقّ لي أن أحبّك بعد أن غدوتَ في مسيرة الزواج؟
هل الحبّ يحرمُ عليّ لأنّي لم ألتقي بك مُذ كنتَ وحيداً؟
وما ذنبي أنا إن لم تجمع بيننا الأقدار قبل أن تتزوج أنت!؟
وما ذنبي أنا إن كنتُ طفلةً حينما أردّتَ أن تكون أباً لأسرةٍ لستُ مدرجةً بها؟
وما ذنبي أنا حينَ كبرتُ ووجدّتك في طريقي فلمْ أجدُ في نفسي جاذبيةً لرجلٍ غيرك!
لقدْ نالتْ منّي عيناكَ ما لمْ يناله رجلٌ من رجالـ آدم!
لم أكنْ أعلمُ من أنت وكيفَ جئت لكنّي كنتُ على يقينٍ تام بأنّك المقصود!
كنتُ على يقينٍ تام بأنّك الذي بحثتُ عنه فوجدّته!
وعمّا كنتُ أبحث؟ أنا لم أتخيّل صفاتاً لي تحددُ سيرَ بحثي!
أنا لم أبحث عن الشّخصِ المناسب ولم أتطرّق يوماً الى السير في البحث عن تكوين العلاقات المزيفة باسم الحبّ!
لقد وجدّتك في غفلةٍ من أمري فزلزلتَ جميعَ حواسّي إليك!
أنا لم أعلم من أنت وكيف تكنْ كلّ ما أعلمهُ أننّي أحببتكَ جيداً للحدّ الذي يجعلني أهدمُ كلّ مابي من قوّة من أجلك!
للحدّ الذي جعلني أتمنّى أنّي ولدّتُ مبكراً لكي أكون قريبة منك!
للحدّ الذي جعلني أتسائلُ بيني وبين نفسي ماذا كان ليحدثْ لو أننّا تلاقينا من قبل؟
لقدَ كنتَ تجاورني كلّ نهار !
كنتُ أعبرُ شارعَ مدرستي وبالمقابل أنت!
لمَ لم تراني؟ ربّما كنتُ منشغلةً في بعض الحلوى
أواهُ لو أعلمُ يا دنيا بأنّ الذي سأحبّه هوَ جاري بالطّريق و هو العابرُ الذي يعبرُ كلّ يومٍ أمامي!
إلى روحي الطفولية التي كانتْ منشغلةً بالحلوى فأشغلتني عن رؤيتك إننّي مستاءةٌ جداً منكِ!
وإليكَ لأنّك لم تلتفتْ لي في صغري أيحرمُ عليّ أن أحبّك وأنتَ تُشاركُ حياتك شخصاً غيري؟!
أيعقلُ أيّها القدرُ أن تعميني عنهُ وهوَ شاب و تشدّ بصري له وهو أب؟
أيعقلُ أن تقربّني له في حين طفولتي وتشرذّني عنه في شبابي!؟
أيعقلُ للعاشقينَ أن يتجاورون في حينِ أنهم لم يلتقوا ببعض ويتفرقّون بعد اللقاء؟
أتمنّى أن تغفوا نفسي على أرائك الراحة لأنّها أنهكتْ ذاتها بأسئلةٍ لمْ تجد لها جواباً!
وإلى الذين لمْ يشعروا بـالحبّ تجاهَ أحدهم ولم يشعروا بأنهم وجدوا نصفهم الآخر بعد أعوامٍ عديدة من الفقد إيّاكم والرضا بأيّ نصف تجدونه لأنّ الرّضا بما لم تقنع به النفس وتشبع بهِ الرّوح ستكون مجرّد أوقاتٍ تمضي إلى أن يحين موعدُ لقاءُ نصفكَ الحقيقيّ وهنا يا قارئي ستحيا في ضبابٍ دائم أنتَ لا تدري هل الحبّ أتى بعد فواتِ الآوان أم أنّ الحبّ لا يعرفُ أوقاتاً وليسَ لديهِ ناموسٌ يطرقُ بها أبوابَ قلبك!
لكنّي على علمٍ بكلّ الأحوال أنّك ستكنْ خائناً بالدرجة الأولى!
وإن وجدّتَ الحبّ بعد أن قبعتَ في مسيرة الزواج لأنك لم تتخيّر ولم تنتظر نصفكَ الحقيقي منذُ أن فتحَ لك باب الاختيار!

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى