الدوليةشريط الاخبار

سلطنة عمان تودع “مؤسس النهضة”

الحدث: مها العواودة

أدى هيثم بن طارق آل سعيد اليمين الدستورية السبت سلطانا جديدا لسلطنة عمان خلفا للسلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور الذي توفي الجمعة بعد صراع مع سرطان القولون عن عمر يناهز 79عاماً، ليكون السلطان العاشر لعمان.

وهيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد هو ابن عم السلطان الراحل، ولد عام 1954 في العاصمة مسقط، وهو من الأعضاء البارزين في العائلة الحاكمة، تخرج من جامعة أكسفورد البريطانية عام 1979، وتدرج في عدة مناصب بالدولة العمانية، وتولى منصب وزير التراث والثقافة منذ عام 2002 وحتى تنصيبه سلطانا.

خمسون عاما من العطاء والإعمار قضاها الزعيم العربي الراحل السلطان قابوس بن سعيد في خدمة بلاده وأمته نجح خلالها في تحويل عمان، إلى بلد يتمتع بالازدهار والرخاء، فبدل وجهها الشاحب ونفض عنها غبار العزلة والجمود وفتح أبوابها ونوافذها للنور.

وقد دأب منذ توليه حكم السلطنة مطلع السبعينيات على تحديث هياكل الحكم تدريجياً بإقامة مجلس استشاري سنة 1981 تم استبداله بمجلس الشورى سنة 1990 ومن ثم مجلس الدولة سنة 1997، فكان رمزا لقوة ووحدة سلطنة عمان محققا لها النهضة الشامخة والعزة، وبحكمته نأى ببلاده عن أزمات وصراعات المنطقة، وقد سطر التاريخ لهذا القائد الحكيم بحروف من نور مسيرته الحكيمة ومواقفه القوية الداعمة للعالم العربي والإسلامي.

 

أكد المحلل السياسي العماني عوض بن سعيد باقوير  أن السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله أوجد دوله عصريه في سلطنة عمان خلال العقود الخمسة الماضية، فجعل عمان دولة مدنيه حضارية، منتهجاً سياسة خارجية متوازنة، تتسم بالواقعية السياسية، أوجدت علاقات موضوعيه مع دول العالم من خلال سمات واضحة أهمها الاحترام المتبادل بين الدول وعدم التدخل في شؤون الآخرين، واستخدام آلية الحوار لفض النزاعات والخلافات بالطرق السلمية، ونشر ثقافة التسامح وخلق تعاون بين الشعوب، كما استطاع التدخل بحكمته لحل التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، كما استطاع حل خلافات الحدود مع جيرانه.

مشيراً أن السلطان قابوس من القيادات الحكيمة في العالم، وله كاريزما استطاع من خلالها أن يحظى باحترام قيادات العالم وشعوبها، وخلق للسلطنة مكانة اقليمية ودولية، وجعل عمان خلال نصف قرن واحة للسلام والاستقرار في ظل اقتصاد متنوع وتعليم متطور، وعلاقات مميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.

في السياق قال الكاتب والمحلل السياسي مبارك آل عاتي إن السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله عبر الخمسة عقود الماضية رسم لسلطنة عمان سياسات منفتحة في علاقاتها الخارجية تقوم على مد يد التعاون والتسامح وترتكز على اختيار السلام والحوار منهجا تتمسك به السلطنة حيال مختلف القضايا والتطورات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، مع ادراكه بالمصير الواحد الذي يربط دول مجلس التعاون الخليجي حبث سارع مع اخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول الخليج إلى تأسيس مجلس التعاون الخليجي ككيان يوحد الجهود الخليجية ويحمي دولها وشعوبها من كل تهديد على أسس ومبادئ وقيم ثابتة ومعلنة وفي مقدمتها الإيمان العميق بالسلام والعمل على تحقيقه عبر حلّ مختلف القضايا والنزاعات بالطرق السلمية.

 

كما أكد نائب رئيس تحرير مؤسسة الأهرام ربيع شاهين أن سلطنة عمان حققت في عهد سلطانها الراحل انجازات كثيرة ساهمت في حفظ استقرار البلاد، وساعدت في جعلها مقصدا للسياحة العربية والأجنبية.

مشيراً أن السلطان قابوس يرحمه الله نجح طيلة نصف قرن في انتهاج دبلوماسية وسياسة خارجية اتسمت بالتوازن والعقلانية، جنب من خلالها توريط بلاده في المشكلات والصراعات.

ويرى شاهين أن السلطنة سوف تسير على نفس الدرب والنهج الذي رسمه السلطان “مؤسس النهضة” ولن يتغير مستقبل عمان كثيرا بعد السلطان الراحل عما كان خلال عهده، كون من أولاهم ثقته وانخرطوا في إدارة وتسيير شؤون بلدهم من ساسة على مدى عدة عقود لن يحيدوا عن هذا النهج حرصا على مواصلة مسيرة البناء والتنمية التي رسمها السلطان ووضع خططها حرصا على وحدة وتماسك السلطنة، وازدهار شعبها وتسخير مواردها المحدودة لمصلحة هذا الشعب، بعيداً عن أي مغامرات مارسها كثير من قادة الدول لم تجلب سوى الدمار والخراب لبلادهم وشعوبهم.

في السياق قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن الأمة العربية والإسلامية برحيل السلطان قابوس فقدت رجلا فذا حكيما، وقائداً عظيما صنع للسلطنة قيمة سياسية واقتصادية ونهضة شاملة، وحضوراً قوياً في ميدان العلاقات الإقليمية والدولية.

مشيراً أن السلطان الراحل خدم ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية ومنها الفلسطينية بصدق وحكمة واتزان.

من جانبه قال الخبير الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين إن السلطان الراحل أسهم في بناء عمان اقتصاديا وتنميتها والنهوض بها عما كانت عليه من قبل لذا يطلق على السلطان قابوس باني النهضة العمانية.

مؤكداً أنه على الرغم من محدودية الموارد الا ان السلطان قابوس نجح في تحقيق إنجازات اقتصادية وتنموية، كما حقق نقلة تعليمية للشعب العماني ساهمت في تعزيز التنمية بأيادي عمانية

وأضاف “شهدت السلطنة مسيرة من البناء والإصلاحات الاقتصادية خلال خمسة عقود ماضية حقق فيها السلطان الكثير من الإنجازات التنموية المهمة التي تشهد له اليوم”.

 

 

 

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى