المحليةشريط الاخبار

#وزير_التعليم يدعو الجامعات إلى تفعيل الترجمة نشراً للعلم وتواصلاً مع الثقافات واستثماراً في اقتصاد المعرفة

الحدث

رعى معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ اليوم الأربعاء حفل تسليم جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها التاسعة التي تشرف عليها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بمدينة الرياض.
وأكد معالي وزير التعليم في كلمته خلال الحفل على اهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – بالعلم والعلماء وبالنهضة المعرفية والحضارية للمملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن مملكتنا الغالية تمضي مستنيرة برؤية المملكة  (2030) في طريقها الحثيث نحو المستقبل، صوب رؤية حضارية غير مسبوقة في الاهتمام الكبير بالثقافة والعلم والمعرفة، وبالتطوير الشامل في مختلف جوانب الحياة.
وأشار معالي وزير التعليم أن الجائزة  تصل الروابط الإنسانية عبر ثقافة التفاعل بين اللغات، وثقافة الحوار الإنساني، وبين أنموذج وأنموذج، وبين مؤلف ومترجم ما يؤدي إلى ازدهار التعايش ويُرسخ قيم التعرّف على الآخر، واحترام منجزه وثقافته، مبينًا أن العلاقة بين الترجمة والمعرفة وطيدة في جانب التفاعل الحضاري، وربما كان لتعدد الألسنة حكمة إلهية مثيرة للفضول المعرفي، ولتحفيز الشعوب للاطلاع على ثقافة بعضها بعضًا، وعليه كانت الترجمة جسراً وثيقاً بين ثقافات الألسنة واللغات المختلفة، والنظرة التاريخية تبرهن لنا أن الحضارات تُبنى على العلم والمعرفة، وأن الترجمة كانت تشكل فيها اللبنة الأولى في البناء الحضاري لأي مجتمع إنساني، فقد نهضت الحضارة العربية الإسلامية على ترجمة العلوم والمعارف والفلسفة والآداب من اللغات الأخرى، لا سيما  اليونانية واللاتينية، كذلك فإن الحضارة الأوروبية لم يكن لها أن تتوهج إلا بعد  ترجمة العلم والفكر العربي الإسلامي منذ تأسيس بيت الحكمة في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ثم ازدهر في عهد الخليفة المأمون وهذا يبين دور الترجمة الكبير في الاتصال بالعالم.
ودعا د.آل الشيخ الشيخ الجامعات ومراكزها البحثية وكراسيها ومجلاتها العلمية وأعضاء هيئة التدريس إلى العناية بترجمة الجديد من الدراسات والبحوث العلمية من اللغات كافة، بما يحقق قيمة مضافة لرصيدنا المعرفي والعلمي، ويخدم توجه بلادنا نحو الاستثمار في اقتصاد المعرفة.
وأشار معاليه إلى أن إتقان لغة عالمية  أصبح ضرورة من ضرورات الحياة والعمل، وهو ما نصبو إلى إنجازه في وزارة التعليم في مختلف المراحل التعليمية، خاصة مع ما تحققه المملكة العربية السعودية في عالم اليوم من ريادة وتقدم ومكتسبات، نرى ملامحها في منجزات عالمية كبرى تبرهن على مكانتنا وتقدير العالم لنا ونحن نترأس هذا العام مجموعة العشرين، التي تعد أكبر مجموعة اقتصادية في العالم.
واختتم معاليه كلمته بالشكر إلى مكتبة الملك عبد العزيز العامة على دورها في احتضان هذا الجسر المعرفي الحضاري الذي يرصف سبل التفاعل بين اللغة العربية واللغات العالمية، مقدماً التهنئة للفائزين بالجائزة بمختلف فروعها، راجياً من الله تعالى أن يوفق كل الجهود العلمية المضيئة في سماء الحضارة بمختلف مجالاتها.
وأوضح معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أن الجائزة قد أحدثت على مدار تسع دورات؛ حراكًا علميًا ومَهْنيًا نوعيًا عالميًا في مجال الترجمة من اللغة العربية وإليها.
وقال إن الحائزة فتحت آفاقًا واسعة أمام المفكرين والمبدعين؛ لترجمة إنتاجهم، والمساهمة المباشرة في عملية التواصل المعرفي والعلمي، فضلاً عن التواصل الفكري والثقافي والإبداعي؛ حتى باتت كيانًا علميًا عالميًا بارزًا؛ وحازت القدرة على استقطاب ترشيحات كبريات الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية العالمية؛ ومشاركة أفضل المترجمين في العالم فضلاً  عن تقدير أهميتها في تنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها، واستثمار ذلك في تعزيز فرص الحوار الحضاري والإفادة من الإبداع العلمي والفكري العالمي، بما توفره من مجالات متعددة وحوافز مشجعة ومكانة علميه رائدة.
مجالات الجائزة والفائزون
وأعلن أمين عام الجائزة الدكتور سعيد السعيد أن العدد الإجمالي للترشيحات “134” ترشيحاً ما بين عمل مترجم ومؤسسة ومرشح لجهود الأفراد٬ وذلك في “8” لغات توزعت على “104” أعمال، بالإضافة إلى المؤسسات والهيئات المرشحة، حيث جاءت الترشيحات من “23” دولة وشارك في تحكيم هذه الدورة “47” محكّمًا ومحكمة.
وقد فاز بجائزة مجال “جهود المؤسسات والهيئات” مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، بينما جرى حجب الجائزة الخاصة بمجال “العلوم الطبيعة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى”، لأن الأعمال المقدمة لا ترتقي إلى مستوى معايير نيل الجائزة، فيما فاز بجائزة مجال “العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية” كلٌّ من الدكتور هيثم غالب الناهي عن ترجمته لكتاب “فيزياء تكنولوجيا المعلومات” من اللغة الإنجليزية، والدكتور حسين محمد حسين والدكتور ناصر محمد عمر عن ترجمتهما لكتاب “النانو: المواد والتقنيات والتصميم .. مقدمة للمهندسين والمعماريين” من اللغة الإنجليزية.
وتم حجب جائزة مجال “العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى” لضعف المستوى العلمي للأعمال المتقدمة، وعدم استيفائها لمعايير وشروط المنافسة على نيل الجائزة، بينما فاز كل من الدكتور هشام إبراهيم عبدالله سلمان الخليفة عن ترجمته لكتاب “نظرية الصلة أو المناسبة في التواصل والإدراك”، والدكتور سعد بن ناصر الحسين عن ترجمته لكتاب “طرق البحث الأساسية في الجغرافيا” إلى اللغة العربية بجائزة مجال “العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية”.
كما فازت مشاركة كل من البروفيسور عبدالعزيز حمدى عبدالعزيز النجار “مصري الجنسية” والبروفيسور محمد خير البقاعي من سوريا ومحمد طلعت أحمد أحمد الشايب من مصر بالجائزة في مجال “جهود الأفراد”.
حضر الحفل معالي نائب وزير التعليم د.عبدالرحمن العاصمي، ومعالي مدير جامعة الملك سعود د.بدران العمر، وعدد كبير من المثقفين.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى