المقالات

وبينهما وردة

وبينهما وردة 

بقلم
الكاتب /علي بدوي

 تعُّود الشخص منا على النظر للوردة يجعل من هذه الوردة شيئاً عادياً جداً في نظره وليس لها جاذبية تذكر ، كذلك تعود شخص ما على النظر للدم فهو يراه مألوفاً لديه ولا ينفر منه . 

اليوم وقد ألفنا النعمة وأصبحت بالنسبة لنا شيئاً عادياً جداً بل وغير محسوس عند الكثير منا ، فهذه الألفة التي نمت بيننا وبين هذه النعمة التي تحيط بنا جعلت منها مسلمة من مسلماتنا وشيئاً بديهياً نظن من جهلنا وقصر نظرنا أنها دائمة وأنها لن تزول ابداً . 

ما دعاني لقول هذا كله ليس الخوف من الغد وما قدمت أيدينا كبشر لأني مؤمن بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، ولكن الذي دعاني حقيقة هو أمنية بداخلي وهذه الأمنية عظيمة بذاتها كونها تنبع من معتقد إسلامي وحضاري بحت وجد على أرض الواقع لزمن قصير جداً  ثم تلاشى وتلاشى حتى أصبح من العدم  ، ولن يعود إلا بعودتنا لصلب ديننا وبما يحويه من قيم نبيلة ورفعة للإنسان وللأرض وما بينهما من جمال لم يأت من فراغ ، لكنه أتى من علم ودين وحق وعدل وجمال مجتمعة في كيان واحد اسمه دين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم والذي شهدت له آية من كلام مالك الملك حيث قال سبحانه :  ( اليوم أكملت لكم دينكم )  . 

قطعت عهداً على نفسي أن أزرع عند باب بيتي وردة وفعلت ، لأجعل هناك توازن بين ما تراه عيني يومياً على شاشات التلفاز وبين ما تنظر إليه عيني حين دخولي للجلوس أمام معركة الدم اليومية أو خروجي وهروبي منها لمعترك الحياة ، فها قد وسَّطت الوردة .  

 

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى