المقالات

ردُّ المسؤول

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ردُّ المسؤول

بقلم

الكاتب / سعد بن عبدالله الغريبي

من يقرأ ردود المسؤولين على الأخبار المنشورة في الصحف اليومية يتبين له تشابه؛ بل تطابق هذه الردود في الفكرة والأسلوب وكأنهم يملكون صيغة موحدة ترشدهم إلى الطريقة الصحيحة لإعداد الردود!

فأول ما يلفت انتباهك أن المسؤول نفسه لا يرد؛ بل يرد أحد منسوبي إدارة العلاقات العامة، وإن كان المنتقِد أرفع مقاما جاء الرد من مدير العلاقات العامة نفسه.ثم التشنج الواضح في الأسلوب وكأن كاتب الرد اتخذ من الرد قضية مصيرية، بل كأنه داخل في جبهة حرب!

يبدأ الخطاب بالتوجه إلى رئيس التحرير وكأن من كتب الموضوع أو الخبر ليس في مستوى الحوار والرد مع مسؤول العلاقات العامة بهذه الدائرة الحكومية أو الأهلية.

يبدأ رد المسؤول بقوله: إن حكومتنا الرشيدة لم تأل جهدا في توفير كل ما من شأنه تلبية حاجات المواطن! وهو لا يدري أنه بهذه الافتتاحية يحصر القصور في وزارته أو إدارته، فمن ذا الذي يجهل أن الحكومة لم تقصر وأن التقصير إنما يأتي ممن بيدهم تنفيذ سياسة الحكومة؟!.

 ثم يستعرض منجزات إدارته أو وزارته مستعملا كل ما يحفظه من عبارات مكررة حفظها بحكم سماعها من المسؤول الأعلى في وزارته أو مؤسسته، ومضمنا رده مصطلحات إدارية مقتبسة من المعاجم المتخصصة، ولا بأس من الاستعانة ببعض الألفاظ المستوحاة من معاجم اللغة لتضفي على الرد ديباجة لغوية تغطي ما لم تستطع كلمات المسؤول الأعلى المحفوظة والمصطلحات الإدارية تغطيته فيبدو الخطاب براقا ساحرا ينشغل به القارئ عن أس المشكلة، حتى ليخيل إليه أن كاتب المقال أعمى البصر والبصيرة فهو لا يرى المنجزات، أو يتعامى عنها قاصدا ولا يرى سوى النقطة السوداء في الصحيفة البيضاء!

وفي ختام خطابه يلوم الكاتب لأنه لم يقم بزيارة للإدارة أو الوزارة ليقف على الحقيقة قبل تشويه صورة الدائرة، أو يطلب منه ذلك إن كان يعتقد أن الكاتب لم يقم بها فعلا من قبل ليرى بأم عينيه الحقيقة التي يتعامى عنها.

ولا ينسى أن يختم المسؤول خطابه الذي تحول إلى مقال بطلب نشره في الصفحة الأولى من الصحيفة أو في مكان بارز منها، أو على الأقل في الصفحة التي نشر فيها المقال الرئيس وذلك أضعف الإيمان!

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى