المقالات

التفاني في خدمة الحجاج طبع وليس تطبعا

 

التفاني في خدمة الحجاج طبع وليس تطبعا

بقلم
الكاتب / أ.د رشود محمد الخريف

تكللت ــ بحمد الله ــ الجهود الكبيرة التي تبذلها أجهزة الدولة والخبرة الطويلة في خدمة الحجاج بنجاح باهر لا بد أن يذكر فيشكر. فقد أوشك موسم هذا العام على الانتهاء دون مشكلات أو حوادث. وفي الحقيقة، لم يأت هذا النجاح نتيجة جهود جهاز حكومي واحد، بل أسهمت فيه معظم الأجهزة الحكومية وعلى رأسها وزارات الداخلية والحج والنقل والشؤون البلدية والقروية، وبإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين ــ يحفظه الله ــ فقد شهد الخبرات التراكمية لمواسم الحج في السنوات الأخيرة تقدما ملحوظا أسفر عن نجاح مشرف لهذا العام، ويعود الفضل في ذلك إلى جهود رجال الأمن التي بنيت على تخطيط سليم وشامل لإدارة الجموع الغفيرة من أصقاع الأرض كافة، وإلى خبرات طويلة في العمل الميداني، إضافة إلى إسهام المواطنين الفاعل سواء في الامتثال للأنظمة أو تقديم الخدمات تطوعيا للحجاج؛ طمعا في الأجر والثواب، فهناك نماذج مشرفة لمواطنين ورجال أمن يقدمون خدمات تطوعية تعكس الإقبال الشديد على أعمال الخير والمكانة العالية التي يحتلها الحاج في قلوب المواطنين ونفوسهم؛ من أجل تقديم خدمات رائعة وراقية تمكن الحاج من أداء مناسك الحج بسهولة ويسر وفي أجواء مريحة وآمنة، ولا بد من الإشادة ــ كذلك ــ بالخدمات الجليلة التي يتلقاها ضيوف الرحمن التي تجسد أسمى معاني الإنسانية والرحمة من حسن المعاملة ومساعدة المسنين والمقعدين على أداء شعائر الحج وإرشادهم، والعمل على خدمتهم وراحتهم، وتوفير الخيام لهم، واستخدام أحدث أساليب التقنية وتوظيفها في خدمة الحجاج. ولأن اختلاف اللغات والبلدان والأعمار والأجناس تزيد من صعوبة إدارة الجموع الكبيرة في ساعات محدودة وفي أماكن محدودة ظهر كثير من تطبيقات الهواتف الذكية التي تسهم في راحة الحجاج وإعانتهم كتطبيق يحمل اسم “مقصد” الذي يساعد الحاج على تحديد موقعه بدقة داخل المسجد الحرام وإرشاده للوصول إلى أي مكان داخل المسجد الحرام، وتطبيق “مناسكنا” الذي يدعم سبع لغات منها العربية والإنجليزية والفرنسية والأوردية، الذي يعمل دون الحاجة إلى استخدام الإنترنت، كما يحتوي على عدد من الأرقام المهمة التي يحتاج إليها الحاج، إضافة إلى توظيف السوار الإلكتروني لإدارة الحشود لتفادي ضياع الحجاج، واستثمار كثير من التطبيقات الذكية في ذلك، إضافة إلى وضع الخطط التنظيمية من قبل رجال الأمن وتنقيحها وتحسينها والاستعانة بذوي الخبرة، وطباعة كثير من إرشادات الأمن والسلامة وتوزيعها على الحجاج وإلزامهم بها، كما لا ننسى ذكر الخدمات المميزة التي تقدم لذوي الاحتياجات الخاصة من حافلات تحتوي على كل التجهيزات لنقل ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المسجد الحرام. ومن المأمول أن تستمر الجهات المسؤولة في توظيف أحدث التقنيات التي تخدم الحاج سواء في الاتصال أو النقل أو السكن، وتعزيز حملات التثقيف ورفع الوعي لدى الحاج قبل وصوله للأماكن المقدسة، وزيادة فاعلية العمل التطوعي المنظم لخدمة ضيوف الحرمين الشريفين. وأخيرا أقول بفخر إن رجال الأمن واجهة مشرفة للمملكة العربية السعودية، فلولا إخلاصهم وكفاءة أدائهم إضافة إلى تضافر جهودهم مع جهات حكومية وأهلية لما تمكن الحجاج من أداء مناسكهم بيسر وسهولة، بعيدا عن “تسيّس الحج” أو الخلط بين الدين والسياسة، كما يحلو لبعض بعثات الحج أن تفعل! وكل عام وأنتم والوطن بخير وأمن وازدهار.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى