أخبار منوعةالمناسبات

أ.د أسماء الداود : اليوم الوطني

 

وكيلة عمادة الدراسات العليا أ.د أسماء بنت عبد العزيز الداود

إن من فضل الله و نعمته على هذا الوطن المبارك , أن هيأ له قادة أوفياء , و حكاماً سادة , جعلوا رضا الله غايتهم , و مصلحة الوطن و المواطنين فوق كل اعتبار , وتعد وحدتنا الوطنية التي بدأ مسيرتها الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن – طيب الله ثراه– أعظم وحدة عرفها التاريخ المعاصر حيث توافرت فيها كل مقومات الوحدة الشرعية , و تحقق بسببها لهذا الوطن الأمن و الاستقرار, و التقدم و النماء , و ذلك بفضل الله – عز و جل – ثم بما بذله قادتنا المخلصين الأوفياء من جهد و ما أخذوا به من أسباب , نسأل الله أن يديم علينا هذه الوحدة , و أن يحميها من كل مسببات الضعف و الزوال .
إن حب الأنسان لوطنه من الأمور الفطرية التي جُبل عليها , فليس غريباً أن يحب الأنسان و طنة الذي نشأ على أرضه , و شبَّ على أثره و ترعرع بين جنباته , كما ليس غريباً أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يغادره إلى مكان آخر و صدق الشاعر
وتُستَعذب ُ الأَرضَ التي لَا هَوىَ بِهَا وَ لاَ مَاؤُهَا عَذبٌ وَ لَكِنهَا وَطَنُ
و إذا كان الإنسان يتأثر بالبيئة التي ولد فيها , و نشأ على ترابها و عاش من خيراتها , فأن لهذه البيئة عليه ( بما فيها من المكونات , و ما فيها من الكائنات ) حقوقاً و واجبات تتمثل في حقوق الأُخوّة , و حقوق الجوار, و حقوق القرابة , و غيرها من الحقوق الأٌخرى التي على الإنسان في أي زمان و مكان أن يُراعيها و أن يؤديها على الوجه المطلوب , وفاءً و حباً منه لوطنه . و إذا كانت حكمة الله تعالى قد قضت أن يستخلف الإنسان في هذه الأرض ليعمرها على هدى و بصيرة , و أن يستمتع بما فيها من الطيبات و الزينة , لا سيما أنها مُسخرة ٌ له بكل ما فيها من خيرات و معطيات , فإن حب الإنسان لوطنه , و حرصة على المحافظة عليه و اغتنام خيراته , إنما هو تحقيقٌ لمعنى الاستخلاف الذي قال فيه :
( هو أنشأكم من الأرض و استعمركم فيها ) أسأل الله أن يديم علينا الأمن والأمان وأن يحفظ هذه البلاد من كل سوء ومكروه إنه ولي ذلك والقادر عليه .

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى