المقالات

“بدون تحية”

 

“بدون تحية”

الكاتبة /مناير الروقي

قبل إضافة حصة النشاط..
أسألوا الآباء الفقراء والأمهات الأرامل ..
هل بإمكانهم تحمل أعباء مادية إضافية
لأبنائهم الطلاب؟
أسألوا من يرغبون في المذاكرة لأبنائهم..
متى سيجدون الوقت اذا كان كل وقت أولادهم
في المدرسة للنشاط ؟
أسالوا طلاب الصف الأول ..إذا كان بإمكانهم الصمود لثماني ساعات متواصلة وهم لايجيدون العناية بأنفسهم في مدارس تفتقد لأبسط وسائل الراحة؟
أسالوا أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تم دمجهم وأصحاب الحالات الصحية الخاصة كالمصابين بالسكر وتكسر الدم عن مواعيد أدويتهم وحاجتهم للعناية

أسألوا الأباء كيف سيصلون لمدارس أبنائهم في الوقت المحدد لخروجهم مع شدة زحمة المرور
حيث يصادف وقت خروج جميع الموظفين في الوقت ذاته؟
ثم تعالوا إلى وضعنا نحن منسوبات التعليم..
متى نصل إلى بيوتنا ومتى نعد طعام أهلنا وأبنائنا ؟
نحن ربات بيوت وعلينا مسؤليات ولدينا صغار بحاجة للرعاية
من سيهتم بهم؟ هل نتركهم مع خادمات لانأمنهن؟ أم ندخلهم حاضنات خاصة ممايزيد
ضغوطاً مادية إضافية ؟
وليس كل الموظفات يملكن القدرة المادية لجلب خادمة أومصاريف حضانة خاصة
متى تجد المعلمة الوقت لأدخال درجات طالباتها في حساب نور وإجازاتها في حساب فارس؟
ومتى تخرج الموظفة المناوبة مع الطالبات المتأخرات نهاية الدوام؟

إن الأولى من إضافة الحصص وضغط الأباء والأبناء والمنسوبين والمنسوبات هو..
التعديل من وضع المدارس
حيث تفتقر أغلبها إلى أهم الأمكانيات
وينقصها الكثيرمن الأساسيات
كما تعاني أكثر المدارس من أعطال في الأجهزة والمكيفات
وكلنا يعلم شدة حرارة ورطوبة أجوائنا
فكيف نُطالب بالعطاء ويضاف لنا أعمال
في مثل هذه الأجواء والمباني ؟
كما يتوجب وجود حلول عاجلة لمشكلة ضغط جداول الحصص ونقص المعلمات المتزايد

إن الفجوة بين الميدان وإدارات التعليم ، بين الميدان والوزارة أوجدت خللاً واضحاً فيما يصدر من قرارات ومايقر من برامج وبين واقع التطبيق
تلك الفجوة التي أدت إلى صناعة الكذب المنظم والتمجيد المزيف لنجاحاتٍ .. كفلاشات دعائية لاوجود لها على أرض الواقع .
أتقوا الله في طلابنا وطالباتنا .. أتقوا الله في جيل سيحمل على عاتقه بناء دولته والمحافظة عليها .

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى