الصحة

رشّ الكلور في الشوارع.. هل يمنع انتشار كورونا؟

جنّدت معظم الدول طاقاتها وإمكانياتها لمواجهة وباء “كورونا” المستجدّ، واتّخذت تدابير وإجراءات احترازيّة ووقائية لمنع توسّع رقعة انتشاره بعدما حصد 30 ألف ضحية حول العالم.
وفي وقت يواصل الوباء تمدده عالمياً موقعاً أكثر من 600 ألف إنسان في شباكه تتصاعد إجراءات الدول لمواجهته بشكل متدرج بدءاً من إلزام المواطنين بالحجر المنزلي ومنع التجمّعات وما يرافقها من إغلاق للمحال التجارية والمطاعم وصولاً الى إعلان حالة الطوارئ مع حظر التجوّل.

وقد لجأت السلطات المحلية في الدول إلى عمليات الرشّ والتعقيم للشوارع والمباني كإجراءات وقائية للحدّ من انتشار الكورونا. وأثار هذا الإجراء في بعض المناطق بلبنان جدلاً واسعاً في الشارع وعلى مواقع التواصل لا سيما بعد أن راجت أنباء عن استخدام مواد مؤذية، أو مبيدات للحشرات تحديدا في بعض البلديات.
فيما رأى المتخصصون في مجال الأمراض الجرثومية في ما يُنفّذ في هذا المجال وهل تساهم في القضاء على كورونا؟
للإجابة على تلك التساؤلات أو المخاوف، أوضح البروفيسور اللبناني المتخصص في الأمراض الجرثومية والمعدية جاك مخباط لـ”العربية.نت” “أن عمليات الرشّ والتعقيم في الشوارع غير ضرورية لمواجهة فيروس كورونا لا بل قد تؤثّر سلباً أحياناً على البيئة، لأن مادة الكلور المُستخدمة تضرّ بالمزروعات والنباتات كما أن لها مضاعفات سلبية على صحة المواطنين وقد تزيد من خطر الإصابة بالربو لأنها تلوّث الهواء”.
وفي حين أشار إلى “أن ما تقوم به السلطات المعنية والبلديات في لبنان من عمليات رشّ وتعقيم تساهم في نظافة الشوارع من القوارض والباعوض”، إلا أنه نبّه في المقابل إلى ضرورة وقف عمليات الرشّ فوراً لأنها لا تُفيد في عملية مواجهة كورونا”.
إلى ذلك، نصح مخباط باستخدام المياه والصابون فقط لرشّ وتعقيم الشوارع ومدخل المباني والبيوت، موضحاً أن هناك دول عدّة اتّبعت هذا الإجراء لأنها أدركت خطورة استعمال مادة الكلور وتأثيرها السلبي على البيئة”.
كما أكد أنه إذا استمرّت عمليات الرشّ والتعقيم على ما عليه في دول عدّة، لاسيما لجهة استخدام مادة الكلور، فإننا ذاهبون إلى كارثة بيئية وصحية وهناك أناس سيدفعون حياتهم ثمناً لذلك”.
وتجاوز عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم 600 ألف شخص السبت، مع تزايد حالات جديدة بسرعة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، بينما يبذل المسؤولون جهودا في معركة طويلة ضد الوباء.
أما عن توسع وتمدد هذا الفيروس الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بالوباء، فقال البروفيسور اللبناني “إن الفيروس وللأسف سيحصد المزيد من الضحايا، لأن المشكلة الأساسية فيه سرعة انتشاره وهو ما جعل دول عظمى تقف عاجزة أمام مواجهته على رغم الإجراءات المتّخذة”.
كما أضاف “الجسم الطبّي في معظم دول العالم يقف عاجزاً أمام سرعة انتشار الفيروس من هنا ترتفع نسبة الوفيات. فلو كانت الإصابات المُسجّلة قليلة لكان الجسم الطبّي قادراً على استيعابها إلا أن سرعة انتشاره أربكته وجعلته عاجزاً وهو ما نراه في دول كبرى مثل أميركا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا”.
إلى ذلك، اعتبر “أن الكارثة الكبرى تكمن في أن الأطباء والممرضين اضطروا في كثير من الدول الى إهمال أحوال مرضى في المستشفيات على حساب إسعاف المصابين بكورونا، لأن أعدادهم تتزايد يومياً”.
وختم مخباط حديثه مشيراً إلى “أن العديد من الاختصاصيين ومراكز الأبحاث في دول عدة يواصلون العمل على إنتاج لقاح لفيروس كورونا، إلا أن أي نتيجة مثّبتة مخبرياً لن تظهر قبل سنة على أبعد تقدير”.

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى