الصحةشريط الاخبار

علماء يحذرون: الموافقة السريعة على اللقاحات قد تكون محفوفة بالمخاطر!

الحدث – واشنطن

استغرق تطوير لقاحات لأنواع أخرى من الفيروسات التاجية التي تسببت بوباءين فتاكين حديثين مثل MERS و SARS، أكثر من 18 شهراً من التطوير

في أوائل شهر مارس/آذار الماضي، أعلن وزير الصحة الأمريكي أليكس أزار، أنّ “أطباء أمريكيين طوروا في غضون 3 أيام لقاحاً محتملاً لمعالجة فيروس كورونا“. الأمر هذا توقف عنده الطبيب أنتوني فوسي، كبير مستشاري الأمراض المعدية في البيت الأبيض، ليؤكد أنّ “أقرب وقت يمكن أن تحصل فيه الولايات المتحدة على القاح، سيكون بين 12 و 18 شهراً على الأقل”.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لوقف انتشار الفيروس من خلال التباعد الإجتماعي، إلا أن الطريقة الوحيدة لمنع المزيد من الوفيات بشكل نهائي والسماح للمجتمع بالعودة إلى طبيعته، هي باستخدام اللقاح.

إلى ذلك، قال مارك فاينبرج، الرئيس التنفيذي للمبادرة الدولية للقاحات الإيدز، لـ STAT News ، إن “اللقاحات يمكن أن تستغرق من 15 إلى 20 سنة للانتقال من البداية إلى الموافقة. يجب اختبارها في المختبر، ثم في الحيوانات، قبل اختبارها للسلامة في مجموعة صغيرة من الناس. بعد ذلك، يتم اختباره لدى عدد أكبر من الأشخاص لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم منع المرض”.

وعلى سبيل المثال، استغرق تطوير لقاحات لأنواع أخرى من الفيروسات التاجية التي تسببت بوباءين فتاكين حديثين مثل MERS و SARS، أكثر من 18 شهراً من التطوير، ولم يصل أي منهما إلى الموافقة. فبعد اندلاع مرض الالتهاب الرئوي الحاد (السارس) في العام 2003، استغرق اختبار اللقاح على البشر 20 شهراً. كان الفيروس قد خفّ في ذلك الوقت، وكان اللقاح قيد التطوير حتى عام 2016، وتم تعليقه في نهاية المطاف.

واندلعت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) في شبه الجزيرة العربية في العام 2012، وانتشرت إلى كوريا الجنوبية في العام 2015. وحتى الآن، لا يوجد لقاح معتمد. وعلى الرغم من وجود الكثير من التمويل لتطوير اللقاحات في وقت مبكر لوباءي “MERS” و “SARS”، فقد تلاشى الزخم مع السيطرة على هذه الفيروس، وتم تجميد هذه اللقاحات في نهاية المطاف.

ويقلق بعض العلماء من أن اللقاح المتسارع يمكن أن يؤدي إلى ما يُعرف باسم “التعزيز” حيث يُضعف اللقاح بالفعل استجابة الشخص للفيروس عندما يصاب به. وبذلك، فإن الموافقة على هذه اللقاحات السريعة من دون الإختبارات الكافية قد يشكل خطراً كبيراً. وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة واحدة على لقاح السارس في عام 2004 أن بعض القوارض أصيبت بالتهاب الكبد، بدلاً من الصمود أمام الفيروس التاجي.

وفي السياق، قال الدكتور بيتر هوتز، عميد المدرس الوطنية للطب الإستوائي في كلية بايلور للطب: “أتفهم أهمية تسريع المخططات الزمنية للقاحات بشكل عام، ولكن من كل ما أعرفه أن هذا اللقاح ليس هو الذي يجب العمل به”. وأضاف: “هناك خطر من تعزيز المناعة. إنّ الطريقة التي تقلل بها من هذا الخطر هي أن تظهر أولاً أنه لا يحدث في حيوانات المختبر”.

وحالياً، فإنه يجري تطوير 40 لقاحاً للفيروس التاجي الجديد. ومع هذا، قال بروس جلين، رئيس برنامج التحصين العالمي في معهد سابين للقاحات، أنّ “هذا لا يعني أننا سنحصل على 40 لقاحاً عاملاً”.

من جهته، قال جاري كوبينجر، عالم الفيروسات في جامعة لافال الكندية: “يمكننا الحصول على لقاح في ثلاثة أسابيع، لكن لا يمكننا ضمان سلامته أو فعاليته”.

المصدر – اخبار الان – بيروت

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى