#وباء مجهري يٌعري سوءة #دول
«وقت الأزمات والكوارث تظهر صلابة معادن الشعوب والأمم» هذه المقولة المأثورة تنطبق جملة وتفصيلاً على واقعنا اليوم عقب جائحة وباء كورونا المميت، فالمتتبع لعلاقات الدول مع بعضها البعض في ظل تلك الأزمة يجد أن دولاً بادرت بالمساعدات الإنسانية دون طلب بل واحتوت وافديها ، وأخرى انكشاف الستر عن وجهها الحقيقي وإفلاسها صحياً، وأخرى داوت جراح الأعداء.
فأما الصنف الأول من الدول تحركهم دائما الوازع الإنساني والديني تجاه المواطنين ومواطني الدول الأخرى، فمن يرصد مواقف المملكة العربية السعودية مع بداية الأزمة يجد أنها وضعت أمن وسلامة مواطنيها في المقدمة بل والوافدين على حد سواء وبالأمس القريب وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله بعلاج المواطنين والمقيمين المصابين بفيروس كورونا على نفقة الدولة ، كما أمر بتقديم مساعدات لمنظمة الصحة العالمية من أجل مجابهة الفيروس في أنحاء العالم.
وأما الدول التي فضحها الوباء المميت وكشف سوأتها فهي دول الغرب التي طالما تغنت بقدراتها في مواجهة الكوارث والأوبئة وملأت الدنيا ضجيجاً في اكتشافاتها العلمية فكان ضجيجاً بلا طحين ، وأقصد هنا إحدى الدول العظمى التي أحزنني كثيراً مشاهد بثتها قناة ” فرانس 24 ” لأطباء لا يجدون ملابس حماية فيرتدون أكياس القمامة لحماية أنفسهم.
وهنا أطرح تساؤلا، عن إمكانيات الدول العظمى الصحية والتي لم تبادر لإرسال أي مساعدات للدول المنكوبة من الوباء والتي تصنفها كدول صديقة مثل إيطاليا ، بينما سارعت إلى مساعدتها الصين.
وبعد كل هذا فنحن لا زالنا نتابع ونشاهد ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من أحداث جديدة ومشاهد يسجلها التاريخ عن وباء كورونا وتأثيره على مكانة وعلاقات الدول سلباً أو إيجابا.
أ. عبد العزيز منيف بن رازن
مركز الاعلام والدراسات العربية الروسية