المقالاتشريط الاخبار

جيل تجاوز الأساتذة !!

بقلم/ عبدالعزيز بن رازن

أزعم أنى قريب إلى حد كبير من جيل الشباب الصاعد بحكم كوني أب من جهة و اتعامل تقريباً بشكل يومي مع كثير من جيل الشباب، وما لاحظته أنه جيل يجب أن يفهم فهماً دقيقاً وعن قرب عن دراية لا عن رواية ،عن كثب لا عن كتب .
فهو جيل تجاوز الأساتذة والآباء والأمهات بل تجاوز التعليم والمعلمين والمنظومات الثقافية والأخلاقية الكبرى ، وإذا لم نكن قريبين منه فلن نفهمه بشكل صحيح ،ولاحظت أن السمة الغالبة على هذا الجيل أنه يعتمد كلمة واحدة في قاموسه اليومي ألا وهى :”جرب”.
فبدلاً من العودة إلى القيم والمعرفة المكتسبة في الحكم على عالم الأشياء يلجأ إلى التجربة الذاتية من منطلق شعار لا أدري من أين أتوا به وهو :” جرب ثم أحكم”، ولا يدري هؤلاء الشباب أن من يجرب ثم يتعلم هو عالم الحيوان، لذلك فبسرعة البرق يتم اصطياده.

أما الإنسان الذي له قيم وفطرة سليمة وعنده وعي علمي فلا يجرب ، فالنار على سيل المثال لا تحتاج أن تجربها كي تعلم أنها تحرق ، فالعقل يميز بين البديلات يستطيع أن يفرق بين الخمر واللبن ، بين الحر والبرد ، بين الماء والنار ..وغيرها. فخلق الله للإنسان إرادة تمكنه من الاختيار ، وقدرة تنفذ ما اختارته هذه الإرادة الكاملة ، وهذه العملية يحكمها المعرفة والعقل والأخلاق والثقافة ، من هنا فالإنسان الواعي لا يحتاج إلى التجربة وإنما الصحيح هو المعرفة، ولعل السبب الرئيس في إدمان بعض الشباب عافاهم الله هو أنهم يريدون التجربة لمجرد التجربة ، وبعدها يسقط في فخ الإدمان ، وكثيراً من القصص التي أطلعت عليها أو قراتها في الصحف العربية أو الفرنسية عن إدمان بعض الشباب تكون “التجربة” العامل المشترك بين كل هؤلاء.
وما وسائل التواصل الاجتماعي إلا إحدى الوسائل في دوامة “التجربة” التي نحذر منها ، فقديما كان يخشى الأبوين على الابن من صحبة السوء ، واليوم أصبحت الصحبة على هواتف الشباب يتبادلون فيها التجارب عابرة القارات على التطبيقات الذكية .
وفى الأخير يقول رب العزة :ولا تلقوا بأيديكم في التهلكة “.
أ. عبدالعزيز بن رازن
الباحث بمركز الدراسات العربية الروسيه

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى