حواءشريط الاخبار

لا تجبري طفلك على الصيام

الحدث:

مع قدوم رمضان الشهر الكريم تحرص معظم الأمهات على تعليم أطفالهن ثقافة الصيام؛ حتى يتعود عليه ويتشرب عاداته الجميلة، ولكن المشكلة أن كثيرات يغفلن ولا ينتبهن لعامل السن، والنتيجة إجبار الطفل على الصيام، مما يؤدي إلى الكثير من المشاكل الصحية والنفسية للطفل؛ لشعوره بالعطش والتعب والإرهاق وعدم استجابة الأم لتوسلاته ورغبته في تناول الماء أو الطعام. معنا خبيرة التغذية نهى ياسين لتوضيح أبعاد ومخاطر المشكلة ووضع طرق مناسبة للعلاج.

الصيام فريضة على الكبار والبالغين وليس على الأطفال، الصيام لم يفرض على الطفل قبل سن البلوغ، وإن كان هناك من يرى أنه لا يوجد سن مناسب لصيام الطفل؛ إذ يتوقف الأمر على قدرة الطفل البدنية والجسمانية على تحمل الجوع والعطش مدة الصيام، ومدى تدريب الوالدين للطفل على الصيام يفضل بدء صيام الطفل من سن7 – 8 سنوات حتى إذا بلغ 10 سنوات وصل إلى سن التكليف الشرعي.

جمعة الأسرة والأهل وهم ملتفون حول مائدة واحدة في وجبة الإفطار أو السحور شكل اجتماعي محبب يسعد برؤيته الأطفال ويشجعهم على الصيام، والطفل يقلد ما يشاهده ولا يستمع لما يقال، لذلك إذا بدأ طفلك في السؤال علميه وأرشديه وشجعيه على اتخاذ الخطوة الأولى في الصيام بالانقطاع عن الطعام لمدة ساعة أو ساعتين.

هل تعلمين أن هناك مخاطر تصيب طفلك إذا ما أجبرته على الصيام رغم صغر سنه، نظراً لعدم استعداده نفسياً ومعنوياً للانقطاع عن الطعام والشراب؟ الجواب: قد يتعرض الطفل لمخاطر صحية تؤثر عليه، ومخاطر معنوية قد تدخل في قلبه مشاعر كراهية وبغض للصيام، فهو يحتمل بصيامه الإجباري مالا يطيقه بسببه

الطفل في العمر الصغير يطلب ويلح على تناول الماء والطعام لشعوره بالعطش والتعب والإجهاد، وأمام هذا تقف الأم معترضة دون استجابة، والإجبار هنا يؤدي إلى الترهيب بدلاً من الترغيب، بل قد يتعرض لنوبات نفسية تجعله لا يصوم في الكبر من قسوة ما تعرض إليه في الصغر من الأم

إجبار الطفل على الصيام قد يتسبب في شحوب وجهه وإحساسه بالهبوط والدوخة والصداع الحاد مع ألم في الجسم خاصة البطن، وهذا هو الخطر الصحي، وعلى كل أم الاجتهاد لترغيب الطفل في الصيام وليس النفور منه

الإجبار أمر يثقل على الطفل ويجعل من الصيام أمراً غير محبب لديه، وبخاصة عندما يصير شاباً يافعاً. وهذا أخطر ما في الأمر.

التدريج في الصيام يعني أن تتركي طفلك يصوم عدداً من الساعات وليس اليوم بأكمله، أن يصوم للظهر مثلاً وبعد ذلك يتناول وجبة خفيفة، ثم ينتظر إلى صلاة المغرب لتناول الطعام مع الأسرة وقت الإفطار، في سن السابعة يصوم من العصر حتى المغرب مرتين أسبوعياً، ومن 5 – 9 سنوات يصوم من الفجر إلى العصر.

عند سن العاشرة يصوم 3 أيام كل أسبوع حتى المغرب، ولا تنسيْ أن تتعودي على المباعدة بين الوجبات وعدم تقديم أي وجبة بين الوجبات قبل قدوم الشهر الكريم، وقبل اتخاذ قرارك بتعويد طفلك على الصيام بشكل تدريجي، الصيام صحي ومفيد ينشط الجسم، ويقتل الخلايا المناعية القديمة والتالفة ويخلق أخرى سليمة وجديدة.

هيا شجعي طفلك وابتعدي عن الترهيب والإجبار تحت أي مسمى، بل اتركيه يفطر إذا شعر بالتعب حتى لا يعتاد الكذب، ولا تجعلي التقليد هو دافع طفلك على الصوم، لا بد أن يفهم، واشرحي له معنى الصيام؛ بأن الإنسان يصبح صائماً إذا لم يأكل أو يشرب مدة 8 – 12 ساعة.

هيا جاوبي طفلك بحب إذا أخبرك بطفولته البريئة: «أنا أنام ساعات طويلة من دون أن أتناول طعاماً أو شراباً» وأخبريه على الفور: لكنك لا تلاحظ نفسك، الصوم عبادة روحية، علاقة خاصة بينك وبين ربك فقط، والله وحده الذي يعلم إن كنت صائماً حقيقياً أم لا وبالصيام تتواصل مع الله.

اولاً: لا بد أن تخبري طفلك أن هناك أعذاراً تبيح الإفطار حتى لا يتعجب إذا قابل بعض المفطرين، اجعليه يشارككم تناول وجبة السحور، ولا تنسيْ مكافأته إذا بدأ صيامه بساعات قليلة، وتابعي طعامه وأشرفي عليه ليصوم بدون إرهاق، وتذكري أن رغبة الطفل في الصيام مع عدم قدرته قد تقلل من تقديره لذاته.

ثانياً: اسألي نفسك: هل الصيام آمن على صحة طفلي، ومتى أبدأ في تدريبه على الصيام؟ وتابعي طبيبك للتعرف على قدرة طفلك على الصيام؛ قومي بعمل التحاليل اللازمة للتأكد من نسبة الهيموجلوبين في دم طفلك؛ لأن انخفاضها يضعف قدرة طفلك على تحمل الانقطاع عن الطعام.

ثالثاً: قومي أيضاً بتحليل براز طفلك للتأكد من خلو أمعائه من الديدان التي تسبب فقر الدم مما يجعل صيامه شاقاً؛ الصيام يؤثر على القدرات الإدراكية للطفل ويحد من ممارسته لأنشطته اليومية، كما أنه قد يعرض الطفل للجفاف نتيجة لنقص الفيتامينات؛ لهذا عليك الاهتمام بطبيعة التغذي.

الصيام في الصغر يصاحبه نقص في معدلات طاقة الجسم بشكل عام وفي المخ بشكل خاص، في فترة الصيام يحدث انخفاض في قدرة الطفل على أداء الأنشطة العقلية والإدراكية بكفاءة، إضافة إلى قدرته على أداء التمارين الرياضية والتي تنخفض في الأسبوع الثالث من رمضان.

الخطوة الأولى: ها هو طفلك وقد أصبح يصوم عن الطعام لساعات مثلكم، يتناول وجبتيْ الفطور والسحور معكم؛ يقبل على ما تقبلون عليه ويمتنع عما تمتنعون عنه، ودورك ألا تزيدي عليه المشقة عند قيامه ببعض الأخطاء التي قد تضره وتقتل فرحته بالصيام.

الخطوة الثانية: لا تضغطي على طفلك لتناول كميات كبيرة من الطعام؛ إذ يؤدي ذلك لحدوث الانتفاخ وسوء الهضم، والعمل على تقسيم الإفطار إلى وجبتين يعد خياراً مثالياً.

الخطوة الثالثة: كوني وسطاً في التعامل مع صيام طفلك؛ فلا تكلفيه ما لا يطيقه؛ حتى لا يشق عليه الصيام مشقة بالغة، فيصوم خوفاً من تعنيف الوالد أو سخريتك منه إذا أفطر؛ فتضعف قواه ويمرض، واجعلي صيامه بطواعية.

الخطوة الرابعة: لا تدفعيه للصيام إذا كان مصاباً بسوء تغذية شديد، أو نقص في الوزن لأسباب طبية، أو في حالة إصابته بأمراض مزمنة كسكري الأطفال واضطرابات المناعة الشديدة واللوكيميا والأمراض السرطانية المشابهة.

الخطوة الخامسة: لا تؤنبي طفلك إذا أظهر عدم قدرة على الصيام، وابتعدي عن أسلوب الترهيب والإجبار تحت مسمى التكليف الشرعي، واتركيه يفطر إذا شعر بالتعب؛ حتى لا يعتاد الكذب.

الخطوة السادسة: لا تتركي طفلك يقبل على الصيام نظراً لما يراه من تقدير من حوله للطفل الصائم، فلا بد أن يفهم أن هناك أعذاراً تبيح الإفطار له أو لغيره؛ وحتى لا يتعجب إذا قابل بعض المفطرين.

الخطوة السابعة: لا تطلبي من طفلك مساعدتك في المطبخ؛ فهو لا يستطيع مقاومة الطعام، ولا تكلفيه بمهام جسمانية أو عقلية شاقة؛ حتى لا يشعر بأن الصيام مشقة؛ ولكن لا مانع من أن يقترح عليك إعداد ما يفضله من أطعمة.

الخطوة الثامنة: لا تلقي عليه باللوم إذا نسي أو أظهر عدم قدرة على الصيام، واتركيه يفطر، وفي الوقت نفسه اسمحي له باللعب بحرية ولكن باعتدال.

الخطوة التاسعة: لا تمنعيه من القيام بالمهام اليومية كالمعتاد، وحثيه على عدم إهمال الواجبات المنزلية والأسرية ومسؤوليات المذاكرة؛ حتى لا يربط بين الصيام والكسل وقلة العمل.

الخطوة العاشرة: اعملي على أن تقرني ساعات صيامه بالذكريات المفرحة والمواقف الأسرية اللطيفة؛ مما يحفزه على مداومة الصيام.

المصدر – سيدتي نت

مبادروة ملتزمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى