المقالات

عيد من بعيد

الحدث ـ بقلم : إبراهيم بن سعيد بن بخروش

 

اتصل بي أحد الأصدقاء ليلة العيد مهنئاً فقلت

له :

هذه المرَّة ياصديقي العيد مختلفْ..

فليالي العيد ( “عيَّتْ” تبان من عصاريها )

هذه المرّة كأنَّ الكلَّ يسأل ذلك السؤال الذي

طُرِحَ قبل أكثر من ألف سنة:

“عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ؟!”

من منا – ياصديقي – لم يحزن عندما قرأ لأول

مرة ذلك البيت المشهور للمتنبي ..

لو كان المتنبي بيننا اليوم لاستبدل كورونا

بالبيداء في قوله: ” أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ “

ما هذا العيد ؟ أين ملامحه ؟

ماذا ستحفظ ذاكرة الأطفال من هذا العيد ؟

ألا تشعر ياصديقي في هذا العيد بشعور

الشاعر الذي أنشد من سجنه يقول:

ما كنت أحسب أن العيد يطرقنا
والقيد في الرسغ والأبواب تصطفق

أتعلم؟!

لقد أحسن العشماوي في عتابه للعيد حينما

قال:

أقبلت يا عيدُ والأحزان أحزان
وفي ضمير القوافي ثار بركان
 
أقبلت يا عيدُ والرَّمضاء تلفحني
وقد شكت من غبار الدًّرب أجفانُ

 قاطعني : ما بالك ياصديقي؟

تكاد تسرق منِّي فرحة العيد ليتني لم أتصلُ بك

قلت متعجِّباً : أيُّ فرحة ؟ هل تعيشُ في كوكبٍ

آخر ؟

قال مدافعاً :

عندما يكون لدينا عمق بمعرفة حقيقة العيد

سنعرف أيّ فرحة ..

فيوم الفطر هو أول يوم يشعر فيه المؤمن

بفرحتين عظيمتين لهما الأثر القوي في حياته :

* فرحة القيام بالواجب ، واجب الطاعة

والامتثال لله..

* وفرحة الثقة بحسن الجزاء..

وفي هاتين الفرحتين يقول عليه الصلاة

والسلام:

(للصائم فرحتان، فرحة عند إفطاره ، وفرحة

عند لقاء ربه)..

وكما قيل: “هل العيدُ إلا أن تستمتع ولو بنعمة

واحدةٍ من نعم الوجود التي تفوق العدّ

والإحصاء ؟”

ياصديقي : العيد فرصة كبيرة لوسائل التواصل

الحديث لتثبت للعالم إيجابيتها بعد ما نالها

من تُهَم بأنّها تفرق أكثر مما تجمع .

فتجمع الأحبة والأصدقاء لتتصافح القلوب

وتتعانق الأرواح ..

في نهاية المكالمة شكرتُ صديقي و بادلته

التهنئة بالعيد ..

مبادروة ملتزمون

‫4 تعليقات

  1. عبد الله يعن الله الغامدي لافض فوك اخي ابراهيم مقال جميل وكلمات رائعه ما كنت احسب انك بهذه الثقافة كاتب مبدع وكلام جميل فكرتي عنك انك رجل أعمال محترف ولكن سعدت بتزويدي ببعض كتاباتك وإبداعاتك فيرني ذلك وأصبحت متابع وفقك الله وتقبل وافر التحيه وعظيم التقدير. كل عام وأنتم بخير رعاكم الله والسلام

  2. احسنت يا ابراهيم / مقال مناسب فقد اثار ذاكرة ومعاناة من كانت له حال مغائرة لحالة العيد ولكن قول نبينا صلى الله عليه وسلم عن فرحتي العيد تخفف آثار ما فرضته الظروف الحاليه فالحمد لله ونسأل الله الهدى والتقى ومن العائدين

  3. احب اشكرك بكل محبه واحترام وتقدير لك ولثقافتك واختيار لكلماتك التي عندما اقرها استشعر بها من من أشد المعجبين بمقالاتك واعجبتني جمله بالمقابل فتتجمع الأحبه والأقارب والاصدقاء لتتصافح القلوب وتتعانق الأرواح

    وإنشاء الله ربنا يحفظنا ويحفظكم ويحفظ جميع المسلمين من كل وباء وابتلاء

    وكل عام وانت بخير وصحة وسلامة وعافية وستر من الله تعالى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى